أكد خميس طعم الله، باحث تونسي متخصص في السكان، أن بلدان المنطقة العربية، كغيرها من البلدان النامية، من أكثر المناطق عرضة للتأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية وتفاعلاتها المختلفة..ما سيترتب عنه انعكاسات سلبية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعرقلة مسيرة التنمية المستدامة، موضحا أن التغيرات المناخية في المنطقة العربية تشكل تهديدا للأمن الغذائي، نتيجة تراجع الموارد المائية، وتقلص الإنتاج الزراعي، وتدهور الغطاء النباتي، وفقدان التنوع البيولوجي . وأشار الباحث التونسي، المشارك في أشغال المؤتمر العالمي السادس والعشرين للسكان بمراكش، إلى أن تغير المناخ يهدد استثمارات اقتصادية حيوية في مناطق مختلفة، خاصة المناطق الساحلية، التي ستكون أكثر تأثرا بالتغيرات المناخية. وكانت الجلسة العامة للاتحاد الدولي للدراسات العلمية للسكان، المنعقدة على هامش المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس الخميس، حول موضوع "الديمغرافيا وتغيرات المناخ"، فرصة لاطلاع المؤتمرين والباحثين على المشاكل المتعلقة بالتغيرات المناخية في العالم، باعتبارها مواضيع أصبحت في مقدمة التحديات الأساسية المعروفة في القرن الحالي، وتأثيرها على مستوى العيش، والتربية، والسكان. وركزت معظم تدخلات الباحثين الأجانب في الجلسة الأخيرة المبرمجة في المؤتمر العالمي 26 للسكان، على الوضع المأساوي، الذي يثيره الجانب الإيكولوجي على المستوى العالمي، خصوصا على مستوى الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، مبرزة أن تراجع الخصوبة سيؤدي إلى انخفاض الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري، ما سيكون له آثار إيجابية على التغيرات المناخية. وبينت توقعات أثارها أحد الباحثين الأميركيين، أثناء مداخلته، أن النتائج الأكثر أضرارا للتغيرات المناخية تحدث في مناطق الجنوب، وتقع على السكان الأكثر فقرا، إذ تطرح مشاكل غياب الأمن الغذائي والصحي.