يشهد كوكبنا الأرضي تغيرات مناخية مضطردة ، بسبب تفاقم عوامل متعددة ومتداخلة، وتسعى مختلف المساعي والمبادرات لتقليص خطورة الظاهرة والحد من تأثيراتها المتطورة..وأضحى لا مناص من تقديم مساعدات للدول النامية، من خلال توفير دعم مادي من قبل الدول الصناعية الملوثة لتلبية احتياجاتها الضرورية، مع وضع دراسات واستراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية. وفي السياق نفسه، يأتي برنامج التأقلم مع التغيرات المناخية بالمغرب "أكما" ليشمل مجال تدخله الشمال الشرقي للمغرب. ويروم نحو تنفيذ خطة عمل من أجل الإدارة المتكاملة والمندمجة للمناطق الساحلية في إطار قانوني ملائم، يهم توازن النظام الإيكولوجي لشرق البحر المتوسط، الساحل، الذي يضم ثلاث مناطق رطبة مصنفة، ضمن اتفاقية رامسار بحيرة مارتشيكا، ورأس المذرات، ومصب واد ملوية، فضلا عن جبل غوروغو وغيرها من المواقع المعرضة للمخاطر البيولوجية والإيكولوجية، وللأنشطة البشرية وأثار التغيرات المناخية. وأفاد البروفيسور عبد اللطيف الخطابي، منسق مشروع "التأقلم مع تغير المناخ في المغرب" (ACCMA)، بمناسبة اليوم العالمي للساحل، الذي جرى تخليده، أخيرا، من قبل المشروع نفسه، وبتنسيق مع منتدى التعمير والبيئة والتنمية، تحت شعار "الساحل والتغيرات المناخية"، أن الدراسات، التي أجراها حول الساحل تناول مختلف المقاربات وسط سكان منطقة الشمال الشرقي للمغرب، في أفق تشخيص نمط وسبل عيشها ومدى استيعاب حجم التغيرات المناخية، وكذا بغية تقييم درجة آثار هذه التغيرات على الأنشطة السوسيو اقتصادية والنظم البيئية المحلية. وأشار الدكتور الخطابي إلى أن مشروع "التأقلم مع التغيرات المناخية بالمغرب"، يأتي تبعا لبرنامج "كاب الناظور"، الذي عمل على وضع برنامج عمل من أجل التدبير المندمج لنفس للمنطقة الساحلية نفسها، لكن دون مراعاة آثار التغيرات المناخية. وبذلك تندرج أبحاث مشروع" اكما " وسط السكان، حيث قارب المشروع عنصر المرأة ومختلف الشرائح الاجتماعية، من أجل معرفة نمط عيشها ومواردها المالية ومدى إدراكها لحجم التغيرات المناخية، من أجل تقييم درجة آثار هذه التغيرات على وسائل العيش. وتناول الباحثون بالدرس والتحليل، خلال هذا اليوم الدراسي، تحليل التنوع البيئي على مستوى الساحل المتوسطي، وتطور هشاشته في مواجهة التغيرات المناخية، ومختلف تدابير التكيف مع هذه التغيرات، وأسباب الفيضانات بالناظور. وأكد المشاركون ضرورة الانكباب بجدية على إشكالات الساحل أمام التأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية فضلا عن الضغوط البشرية التي تؤثر على هذه المناطق، وتمثل التغيرات المناخية تهديدات إضافية خصوصا في شرق البحر المتوسط، بفعل العجز المائي، وزحف تعرية على الشواطئ، والنظم الإيكولوجية الهشة، وما إلى ذلك. شدد المشاركون على أهمية زيادة الوعي بين صناع القرار والرأي العام خصوصا السكان المحليين، كشركاء في عملية إيجاد حلول للمشاكل الناجمة عن الضغوط المختلفة الساحل. يذكر أن مشروع التأقلم مع التغيرات المناخية بالمغرب "أكما " ينشد تنمية المعارف وتعزيز قدرات وتقييم الهشاشة في مجال التغيرات المناخية، بمختلف البيئات الاجتماعية والقطاعات الاقتصادية بالمناطق الساحلية لمدينتي بركانوالناظور، ويمتد المشروع لفترة زمنية ممتدة من 2007 إلى 2010، ويتناول بالدراسة والتحليل مجالات التأقلم تجاه ارتفاع مستوى البحر والظواهر المناخية الخطيرة، كما يسعى المشروع إلى تقوية قدرات تأقلم سكان المناطق الساحلية مع التغيرات المناخية، التي استفحلت تأثيراتها بشكل جلي منطقة شرق البحر المتوسط.