أطلقت اليوم الجمعة بالرباط، أعمال مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء بمحاضرة ألقاها الأمين العام للرابطة السيد أحمد عبادي، في موضوع "نحو منهجية معرفية للدراسات القرآنية". وأوضح السيد عبادي أنه تم التفكير في إنشاء هذا المركز، من أجل استئناف البحث المنهاجي التدبيري للقرآن المجيد، مبرزا أن هذه المؤسسة التي ستعمل على إنماء الاهتمام البحثي بالدراسات القرآنية تتوخى، على وجه الخصوص، إبراز كونية القرآن الكريم، وتشجيع الدراسات العلمية التي تعنى بمفاهيمه ومصطلحاته، وتعميق البحث في محدداته وإنماء العقل الإنساني، لا سيما العقل المسلم.
وفي محاضرته "نحو منهجية معرفية للدراسات القرآنية"، أكد السيد عبادي على أن الحرص واضح في القرآن الكريم على بناء مفاهيم نورانية انطلاقا من "البنائية القرآنية"، كما أن هذا الحرص واضح في السنة النبوية، على تجلية كل ذلك فهما وتنزيلا، مبرزا أن القرآن الكريم يختص بنظام مفاهيمي فريد في دلالاته وسياقاته، وبرؤية شاملة مستوعبة للكون وللإنسان وللحياة والأحياء.
وأشار إلى أن كلمات كتاب الله عز وجل، وإن أشبهت رسما تلك التي كانت مستخدمة قبل الإسلام فهي متميزة عنها، لأن القرآن أعاد استخدامها وأضفى عليها قيما جديدة من خلال سياقها القرآني، وأنه بإدراك هذا التحول يمكن الكشف عن جانب من معالم الرؤية الكونية للقرآن.
يشار إلى أن مركز الدراسات القرآنية يروم إعادة اكتشاف قيم الوحي التي كانت بمثابة المنطلق الأساسي لإبداعات وإنتاجات المسلمين، وكذلك اكتشاف المنهج الذي يضم كافة مفردات وجزئيات التراث، والمناقشة العلمية الرصينة لمختلف دعوات القراءات المعاصرة للقرآن الكريم، واستبانة قيمتها المعرفية من خلال عرضها على مقاصد الشريعة الإسلامية وعلى خصوصيات القرآن الكريم وقيمه الحاكمة.
ومن أهدافه أيضا، الإسهام في استكمال المناهج العلمية المسعفة في مجالات تمكين المسلمين في العصر الحديث من فهم القرآن الكريم بشكل صحيح، والعمل على إعداد موسوعة علمية تعنى بالدراسات القرآنية.
وسيعمل المركز على تحقيق هذه الأهداف باعتماد مجموعة من الوسائل منها عقد ندوات ومؤتمرات، وإنشاء مكتبة مختصة في الدراسات القرآنية، وموقع إلكتروني خاص بهذه الدراسات.