أبرز الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الجهود التي بذلها المغرب في مجال إصلاح الحقل الديني، وحضور المملكة في العديد من الهيئات الدولية للحوار بين الأديان، وذلك بمناسبة زيارة وفد مغربي لوزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي. واستعرض عبادي خلال الاجتماع مع عدد من المسؤولين الأمريكيين النتائج «الملموسة والاستراتيجية» لإصلاح الحقل الديني الذي قام به المغرب بشكل «مسؤول وجدي»، مشيرا إلى حضور المغرب على الخصوص ضمن المجلس الدائم للأئمة والحاخامات والمؤتمر الدولي من أجل الحوار الديني، كما شدد عبادي على الحاجة لإعطاء المصداقية من جديد لعلماء كافة الأديان وإعادة تأهيلهم حتى يتمكنوا من القيام بالدور المنوط بهم، مؤكدا أنه «إذا فقد المعتدلون مصداقيتهم فإن ذوي الأطروحات المتطرفة سيحلون محلهم». ويذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية أشارت في تقريرها لسنة 9002 حول حريات الأديان في العالم إلى أن المغرب يواصل النهوض بإسلام معتدل، وتشجيع التسامح والاحترام والحوار بين الأديان. كما أبرز التقرير دور المغرب في إحداث «تحالف مدني جديد من أجل المواطنة في العالم العربي»، مذكرا بأن هذا التحالف يضم العديد من المنظمات غير الحكومية والشخصيات الناشطة في قضايا المواطنة بالمنطقة العربية. واختارت الرابطة المحمدية للعلماء مناسبة السنة الهجرية الجديدة للإعلان عن مشروع جديد، ضمن جملة مشاريعها، وهو إنشاء مركز للدراسات القرآنية. ووفق مصادر من الرابطة، فإن أهداف المركز تتحدد في تشجيع الدراسات العلمية التي تعنى بالمفاهيم والمصطلحات القرآنية، رسائل وأطروحات جامعية، ودراسات مستقلة، وتعميق البحث في المحددات القرآنية المنهجية من جمع بين القراءتين، وحاكمية القرآن، ووحدته البنائية، وعربية القرآن، وختم النبوة، وعالمية الرسالة، وشرعة التخفيف والرحمة ورفع الحرج، والتصديق والهيمنة القرآنيين، والاستيعاب والتجاوز، مع الحرص على إخراجها من دائرة الفضائل إلى دائرة المحددات المنهجية المولدة والموجهة والمقومة للمعرفة الإنسانية، وكذا الحرص على تشغيلها وتفعيلها للإسهام في ترشيد الإنسانية بالقرآن المجيد، وإنماء العقل الإنساني وخاصة العقل المسلم، وتمكينه من تحقيق الاستيعاب التنافسي على البرّ والتقوى للمدارس العالمية الأخرى، وصياغة خطاب عالمي يحقق وسطية الأمة وقطبيتها، وخيريتها، وشهادتها على الناس، والتعاون مع الجامعات العالمية خصوصا أقسام الدراسات الإسلامية، ومراكز البحوث العلمية، على تدريس مقررات تتناول الدراسات القرآنية في أبعادها المنهجية والمعرفية، والمناقشة العلمية الرصينة لمختلف القراءات المعاصرة للقرآن الكريم، واستبانة قيمتها المعرفية من خلال عرضها على مقاصد الشريعة الإسلامية، وعلى خصوصيات القرآن الكريم وقيمه الحاكمة، والإسهام في استكمال المناهج العلمية المسعفة في مجالات تمكين المسلمين في العصر الحديث من فهم القرآن الكريم بشكل صواب، والعمل على إعداد موسوعة علمية تعنى بالدراسات القرآنية، وفق مقاربة منهجية معرفية.