أكد الرئيس الجديد للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، السيد محمد أبو العينين، اليوم السبت بالرباط، أن تحقيق الأمن والسلام المنشودين بالمنطقة المتوسطية، عبر إيجاد حلول مناسبة لمختلف النزاعات وأوجه الخلاف التي تشهدها المنطقة، سيشكل إحدى أبرز أولويات الجمعية خلال السنتين المقبلتين. وقال السيد أبو العينين، خلال ندوة صحفية عقدها عقب انتخابه رئيسا للجمعية خلفا للرئيس السابق السيد رودي سال (فرنسا)، إن الديبلوماسية البرلمانية تتوفر على آليات متعددة تمكنها من إيجاد حلول ناجعة لعدد من القضايا الخلافية، لاسيما التوتر بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال لعب دور الوسيط وربط قنوات الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، خاصة في ظل استمرار جمود مسلسل المفاوضات وغياب الإرادة القوية الكفيلة بوضع حد نهائي لهذا الصراع. من جهة أخرى، أوضح أن استراتيجية عمل المكتب الجديد للجمعية، تقوم كذلك على الدفع في اتجاه تحقيق الرفاهية والرخاء الاقتصادي لشعوب الحوض المتوسطي، من خلال استثمار القوة الاقتراحية التي تتوفر عليها في حث صناع القرار على الرقي بالتبادل التجاري وتعزيز الاستثمار المشترك، خصوصا استثمارات دول الضفة الشمالية بدول جنوب المتوسط. واعتبر السيد أبو العينين أن الدورة الخامسة للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها عاصمة المملكة من 28 إلى 30 أكتوبر الجاري، استطاعت بلورة مقترحات وتقارير هامة تتعلق على الخصوص، بسبل حل النزاعات التي تشهدها المنطقة المتوسطية، وآفاق تحقيق التكامل الاقتصادي المفضي إلى ضمان رفاهية شعوبها، إلى جانب معالجة الإشكاليات البيئية وتحفيز التبادل الثقافي بين الدول المتوسطية. من جهة أخرى، أشاد السيد أبو العينين بالأدوار الطلائعية التي ما فتأ يضطلع بها المغرب داخل الجمعية، باعتباره عضوا مؤسسا لم يذخر أي جهد في توفير جميع الوسائل الكفيلة بإنجاح عملها وتمكينها من تطوير أدائها المؤسساتي والديبلوماسي. يذكر أن انتخاب السيد أبو العينين، الذي شغل خلال السنتين الماضيتين منصب سفير متجول للجمعية، جاء خلال أشغال دورتها الخامسة المنعقدة بالرباط، إثر تزكيته من طرف الدول أعضاء المجموعة الجيو-سياسية الجنوبية، عملا بمبدأ تداول الرئاسة الذي يقتضي تعاقب كل من المجموعتين الجنوبية والشمالية لضفة المتوسط على فترة رئاسية مدتها سنتان.