تم اليوم السبت بالرباط، انتخاب السيد محمد أبو العينين (مصر)، رئيسا للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط بإجماع أعضاء الجمعية الذين يمثلون 26 بلدا متوسطيا. وجاء انتخاب السيد أبو العينين الذي شغل خلال السنتين الماضيتين منصب سفير متجول للجمعية، خلال أشغال الدورة الخامسة للجمعية المنعقدة بالرباط، إثر تزكيته من طرف الدول أعضاء المجموعة الجيو-سياسية الجنوبية، عملا بمبدأ تداول الرئاسة الذي يقتضي تعاقب كل من المجموعتين الجنوبية والشمالية لضفة المتوسط على فترة رئاسية مدتها سنتان. وقال السيد أبو العينين في معرض كلمة ألقاها بهذه المناسبة، إن الثقة التي حظي بها تجعله يعقد العزم على مواصلة المجهودات التي قامت بها الجمعية منذ تأسيسها سنة 2006، باعتبارها مؤسسة برلمانية إقليمية تتوفر على قوة اقتراحية تتيح تحفيز صناع القرار على تعزيز التعاون بين دول ضفتي الحوض المتوسطي، وتسوية مختلف النزاعات وأوجه الخلاف التي تشهدها المنطقة. واعتبر السيد أبو العينين الذي انتخب في رئاسة الجمعية خلفا للرئيس السابق، السيد رودي سال (فرنسا)، أن استراتجية عمله للسنتين المقبلتين تنبني في المقام الأول على إيجاد سبل تدعيم التعايش السلمي والآمن بين الشعوب المتوسطية، وتحقيق الرخاء الاقتصادي القائم على الرقي بالتبادل التجاري وتعزيز الاستثمار المشترك. من جهته، أكد الرئيس السابق للجمعية، السيد رودي سال، في كلمة مماثلة، أن الجمعية تمكنت خلال السنوات الأربع الماضية من رص صفوفها وتوحيد الرؤى المشتركة حول مجموعة من القضايا، على الرغم من وجود مجموعة من نقط الخلاف، مشيرا إلى أن الجمعية تمكنت كذلك من تطوير عملها الديبلوماسي، لاسيما بعد حصولها على صفة مراقب لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعترافا بالدور الديبلوماسي الهام الذي تضطلع به على مستوى المنطقة المتوسطية. وأضاف أن الجمعية بذلت ، أيضا خلال السنتين الماضيتين ، جهودا حثيثة بغية حل مجموعة من المشاكل والنزاعات التي تخيم على المنطقة المتوسطية، خصوصا بالشرق الأوسط وقبرص ومنطقة البلقان، مضيفا أنها عملت فضلا عن ذلك على إثارة عدد كبير من الإشكاليات المتعلقة بالماء والبيئة والطاقة وسبل الرقي بالأداء الاقتصادي للدول المتوسطية. يذكر أن اليوم الأخير من أشغال الدورة الخامسة للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، تميز فضلا عن انتخاب رئيس جديد للجمعية وأعضاء مكتبها، بتوزيع جوائز تقديرية على مجموعة من الشخصيات المتوسطية ذات الاختصاص في ميادين مختلفة. وتعتبر الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط فضاء مهما لتفعيل الديبلوماسية البرلمانية، وتساهم بشكل كبير في إبراز القضايا التي تهم منطقة البحر الأبيض المتوسط والتعريف بها دوليا. كما تهدف الجمعية، التي أنشأت سنة 2006، إلى توطيد التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين الدول المتوسطية، والعمل على إيجاد حلول مشتركة للتحديات التي تعرفها المنطقة، وكذا خلق فضاء للسلم والازدهار في حوض البحر الأبيض المتوسط.