أكد وزير الثقافة السيد بنسالم حميش أن إقرار عقد قمة عربية للثقافة "يتيح فرصة تاريخية للثقافة العربية حتى تتمكن من الاضطلاع بدورها الريادي في مسيرة الثقافات الإنسانية"، مشددا على ضرورة وضع الإطار الصحيح والظروف النموذجية التي من شأنها تسريع وتيرة الإعداد لعقد هذه القمة. وأوضح السيد حميش، في تدخله أمام الدورة السابعة عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة العرب التي التأمت بالدوحة يومي الأربعاء والخميس، أنه إضافة إلى هذا التحدي سيتعين مناقشة سبل التفعيل الحقيقي لمضامين الخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية. وفي مقاربة فريدة رامت توفير الوقت وتعميق النقاش حول القضايا الأساسية قرر الوزراء والمندوبون المشاركون في أشغال هذه الدورة السابعة عشرة توزيع مداخلاتهم على التوالي بدل قراءتها كما جرت عليه العادة. وركزوا بالتالي على مناقشة والمصادقة على تقرير اللجنة الدائمة للثقافة العربية، التي يشغل فيها المغرب مقررا، والذي قدمته بعد ثلاثة أيام من الاشتغال سبقت المؤتمر، والذي شكل مشروع القمة والخطة الشاملة أهم محاورها. وفي إطار تبني فكرة قمة عربية للثقافة، فقد تم عرض نتائح الأبحاث التي قامت بها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو) والاستقراء الثقافي الذي أنجزته مؤسسة الفكر العربي على اللجنة الدائمة، والتي سيؤيدها المؤتمر بعد ذلك. وتأييدا لفكرة عقد القمة، تم عرض نتائج عمل الألسكو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) واستطلاع الرأي الثقافي الذي أجرته مؤسسة الفكر العربي، على اللجنة الدائمة، قبل أن يوافق عليها المؤتمر. وستعقد اللجنة الدائمة في بحر السنة المقبلة اجتماعا حول هذا المشروع يليه انعقاد دورة استثنائية لمؤتمر الوزراء الذي سيقرر موعد ومكان انعقاد القمة. ومن بين التوصيات التي جاء بها تقرير اللجنة الدائمة دعوة اليونسكو لاتخاذ موقف حازم من الانتهاكات الإسرائيلية للتراث الثقافي العربي الإسلامي والمسيحي في القدس، والتي أكد السيد حميش في كلمته على أن المملكة المغربية بصفتها رئيسا للجنة القدس تدعم هذه التوصية دعما تاما. وذكر وزير الثقافة، في كلمته، بالأهمية الاستراتيجية لخلق سوق ثقافية مغاربية-عربية، مشيرا إلى أن هذا الموضوع "مازال مطروحا بإلحاح، وإلى أن التعقيدات المرتبطة بتحقيقه لن تثنينا عن بذل كل الجهود لإخراجه إلى حيز الوجود". وتعليقا على نتائج هذا المؤتمر، أشاد السيد حميش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمنهجية الجديدة التي تم اتباعها، معتبرا أنه يتعين نهجها مستقبلا، لرفع تحديات الألفية الجديدة وتحقيق الأهداف التي حددتها الأممالمتحدة. وقال إنه من أجل رفع التحديات التي تواجه المشهد الثقافي فإنه يتعين الاستثمار في مجالات التنمية البشرية وإنجاز المشاريع الثقافية المهيكلة، مبزرا أن "العلاقة بين الثقافة والتنمية البشرية أمر أساسي بالنسبة لنا، كما هو الشأن بالنسبة لبناء مراكز ثقافية ومتاحف ومعاهد الموسيقى والرقص"، وهو أمر يتعين أن يعي به المثقف والسياسي والمستثمر والفعال الاقتصادي على حد سواء. أما فيما يتعلق بالراهن الثقافي العربي كما جاء في جدول أعمال المؤتمر، فقد رفض السيد حميش، المفكر والفيلسوف، الخطاب التتشاؤمي المتكرر والمحبط للعزائم حول الثقافة العربية، مشددا على أنه هناك زخم فكري وإبداعي قوي، ينبغي على وسائل الإعلام بذل الجهد اللازم للتعريف به، وهو ما ستتطرق له الدورة القادمة للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء.