انطلقت مساء أمس الثلاثاء احتفالات جمعية الصداقة المغربية الروسية بالذكرى الأربعين لتأسيسها، بحفل فني أقيم بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، وشاركت فيه مجموعات فلكلورية من المغرب وأذربيجان وروسيا. وقدمت خلال هذا الحفل رقصات لفرقة مغربية من الأطلس كانت مصحوبة بإنشاد عدة أشعار تتوافق مع الرقصات، ولوحات تراثية غنائية راقصة. وشاركت أذربيجان في هذه الاحتفالية، التي ستتواصل بعدد من مدن المملكة، من خلال الجوقة الحكومية للأدوات الموسيقية الشعبية بقيادة البروفيسور أواغيردي باشايف وفرقة الرقص التابعة للجوقة الحكومية للرقصات والأغاني اللتين قدمتا مقامات قديمة، وأغاني ورقصات شعبية جميلة صفق لها الجمهور طويلا. وتوج هذا الحفل بلوحات قدمتها المجموعة الفلكلورية الروسية "أوطراد" والفنان الموسيقي برادن أوستون اللذين قدما أغان ورقصات "ديرجافا"، التي تعني الدولة، كما قدما لوحات من الموروث الثقافي القوزاقي والروسي السلافي، الذي يتغنى بالفخر وبالعادات المحلية. وكان قد افتتح قبل انطلاق الحفل، الذي حضرته شخصيات من عوالم السياسة والاقتصاد والثقافة، معرض للمنتوجات الفنية اليدوية للجالية الروسية المقيمة بالمغرب، المقام على هامش الاحتفالات بذكرى تأسيس جمعية الصداقة المغربية الروسية التي يحتفى بها هذه السنة تحت شعار "الوفاء للصداقة والتعاون بين الشعبين". وكانت الجمعية قد نظمت صباح اليوم ندوة حول التبادل الثقافي والعلمي بين المغرب وروسيا والتي أكد المشاركون فيها أن التبادل الثقافي بين الجانبين يعد أحد أعمدة التعاون المتعدد المجالات، مبرزين أنه ساهم، طيلة أزيد من نصف قرن، في تعزيز العلاقات التاريخية العريقة التي تجمع بين البلدين، اللذين تجمعهما نفس المواقف السياسية والإنسانية دوليا وقاريا. وستتميزت الاحتفالات بالذكرى الأربعين لتأسيس جمعية الصداقة المغربية الروسية، التي تتواصل إلى غاية 31 أكتوبر الجاري، بتوقيع اتفاقيات شراكة بين أطراف مغربية وأخرى روسية، وعقد توأمة بين مدينتي سلا وسوتشي الروسية، وبتنظيم عدد من الأنشطة الرياضية ستشتمل على مباريات في كرة القدم والشطرنج والملاكمة. كما ستعرف هذه التظاهرة حضور شخصيات من روسيا والمغرب، منها على الخصوص حيدر أكانين مدير قناة "روسيا اليوم" التلفزية، وسعيد كاميلوف أستاذ اللغة الروسية بالمركز الثقافي السوفيتي بالمغرب سابقا ومترجم الدروس الحسنية إلى اللغة الروسية، والبطلان العالميان في الشطرنج كوستينوك ألكساندرا وناطولي كاربوف. وستنظم بمناسبة هذه الاحتفالات، التي ستعرف تكريم عدد من السفراء المغاربة السابقين بموسكو وشخصيات فاعلة في حقل الصداقة المغربية الروسية، زيارات للوفد الروسي المشارك في التظاهرات للمآثر التاريخية التي تزخر بها العدوتان، والمنشآت الصناعية والاقتصادية بهما. يذكر أن جمعية الصداقة المغربية الروسية، التي كانت في الأصل تسمى "جمعية الصداقة المغربية السوفياتية" تأسست في 26 فبراير 1970 بتعليمات من جلالة المغفور له الحسن الثاني عقب زيارة قام بها سنة 1966 إلى الاتحاد السوفيتي سابقا، وهي تهدف إلى الإسهام في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون ين فعاليات المجتمع المدني بالبلدين.