أعلن الرحالة الشهير كيتين مينوز ، نهاية الأسبوع الماضي بنيويورك ، أنه سيقوم خلال السنة المقبلة برحلة جديدة عابرة للمحيط ستربط بين المغرب وفلوريدا (الولاياتالمتحدة) لتثمين الثرات الثقافي العالمي. وقال مينوز وهو سفير النوايا الحسنة باليونيسكو ، خلال حفل نظم بنادي المكتشفين الذي تأسس سنة 1904، إن هذه الرحلة المنظمة بدعم من منظمة اليونيسكو، والتي ستنطلق من ميناء طرفاية مع طاقم مغربي، ستخصص للنهوض بالتراث اللامادي العالمي باعتباره موروثا إنسانيا. وداخل النادي، تابع الحاضرون وأغلبهم من العلماء فيلما وثائقيا يرصد مختلف الرحلات التي قام بها هذا الرحالة، كان آخرها التي انطلقت من ميناء سيدي افني سنة 2001 على متن قارب من القصب (ماتا-رانجي). وقال السفير مينوز أمام الحضور، إن هناك تمازجا وتعايشا جميلا بين التقليد والمعاصرة في المملكة المغربية، وأضاف أن التراث الثقافي اللامادي العالمي مهدد، و"مهمتي تتجلى في إثارة الانتباه حول هذه الحقيقة". ويقترح من خلال هذه الرحلة الجديدة وكذا عبر فيلم وثائقي ومؤلف ومعرض متجول "التعريف ببعض الأعراف التي ليست معروفة أو مجهولة في بعض الأحيان"، وتحسيس المنتظم الدولي بضرورة صيانة هذه الثقافات الشفوية واللامادية الموروثة عن الأجداد و"السائرة في طريق الانقراض". وعلى غرار جميع الرحلات السابقة التي انطلقت من جزر باك والبيرو وميناء سيدي افني - يقول مينوز - ستتم هذه الرحلة بشراكة مع الساكنة المحلية. ولهذا يعتزم الرسو قريبا في مخيم "خيمة" بطرفاية لمناقشة مشروعه مع الصيادين المغاربة، وخاصة المنحدرين من الأقاليم الصحراوية. وأعرب مينوز الذي ازداد بسيدي افني، عن اعتزازه بمسقط رأسه المغرب، البلد "المعروف بتسامحه وانفتاحه، والذي يثمن تقاليده وتراثه الثقافي، وهو ما يعكسه التزامه في هذا المجال والمعترف به عالميا". من جانبه، قال البحار الأمريكي الشهير نورمان باكير إن هذا المشروع مغري على أكثر من صعيد، لأنه يمزج بين خصوصية القارب المكون من القصب والإرادة في معرفة غنى التنوع الثقافي بالمغرب. من جانبها، اعتبرت رئيسة نادي المكتشفين لوري كارنات، أن المغرب يمكنه أن يشكل نموذجا في مجال حماية الثقافات والنهوض بها. وقالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب " أدرك في وقت مبكر أهمية التراث اللامادي، واحتفى به في مهرجاناته، خاصة مهرجان طان طان". يذكر أن نادي المكتشفين يعمل على المساهمة في تقدم البحث الميداني والاكتشاف العلمي. ويدعم النادي البحث من خلال توزيع مساعدات على العلماء للقيام بأعمال بحث ميدانيا.