أكدت الكفاءات المغربية المقيمة بإسبانيا مساء أمس الاثنين بمدريد استعدادها للانخراط في مسلسل التنمية الشاملة الذي يشهده المغرب سواء على المستوى الوطني أو المحلي. وأبرزت العديد من الكفاءات العلمية والأكاديمية والتقنية والاقتصادية والقانونية من أصل مغربي تقيم في إسبانيا وخاصة بمدريد وضواحيها خلال لقاء تواصلي مع السيد محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج أن المعارف التي اكتسبتها هذه الفئة والتجارب والخبرات التي راكمتها تمكنها من المساهمة بشكل فعال في أوراش التنمية التي أطلقها المغرب في شتى المجالات. وأشارت هذه الكفاءات خلال هذا اللقاء الذي حضره القائم بالاعمال بسفارة المغرب بإسبانيا السيد فريد أولحاج والقنصل العام للمملكة بمدريد السيد يونس التيجاني إلى أن ذلك يمكن أن يشكل رافعة أخرى للمساهمة في تعزيز هذا المسلسل الطموح الذي يصبو إلى تحقيق الازدهار والرقي بالمملكة في مختلف المجالات. وأكد السيد محمد عامر خلال هذا الاجتماع أن الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج أضحت تضطلع بدور هام في المسلسل التنموي والحداثي الذي يقوده المغرب مبرزا أن الحكومة قررت دعم هذه الكفاءات وفتح المجال أمامها للمشاركة في هذا المسلسل في إطار شراكات وبرامج محددة. وأشار إلى أن الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وضعت منهجية مبنية على عدة عناصر تهم بالخصوص وضع خريطة لهذه الكفاءات وتحديد المجالات التي تشتغل بها فضلا عن تحديد القطاعات التي يمكن أن تساهم في تنميتها بالمغرب. وأوضح الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج أن هذه القطاعات تهم بالخصوص التكنولوجيات الجديدة والبيئة والتنمية المستدامة والفلاحة والتنمية البشرية./يتبع/ وفي هذا الصدد أكد الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج أنه بإمكان هذه الكفاءات المغربية المساهمة في بناء جسر للتنمية وتعزيز التعاون بين المغرب وبلد الاستقبال من خلال نقل الخبرات التكنولوجية والتجارب المهنية والنهوض بالاستثمارات بالبلد الام. وذكر السيد محمد عامر خلال هذا اللقاء ، الذي يندرج في إطار زيارة العمل التي يقوم بها حاليا لاسبانيا ، بمختلف البرامج والاوراش التي أطلقتها الحكومة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج مستعرضا في هذا الاطار مضامين البرنامج الذي وضعته الوزارة لمواكبة المغاربة المقيمين بالخارج. وأشار إلى أن هذا البرنامج يتضمن عددا من المحاور تهم بالخصوص قضايا الهوية والعلاقة مع البلد الاصلي والاجيال الجديدة والقضايا الثقافية والدينية والادارية والاجتماعية فضلا عن مساهمة الجالية في المسلسل التنموي بالمغرب من خلال تشجيع مغاربة العالم على الاستثمار بالمملكة وتقديم الدعم اللازم لهم. ومن جهة أخرى أكد السيد محمد عامر على الدور الذي تضطلع به الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج في الدفاع عن القضايا المصيرية للوطن وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة داعيا في هذا الصدد هذه الكفاءات إلى مواصلة التعبئة من أجل الدفاع عن القضية الوطنية ومواجهة مناورات أعداء المشروع الحداثي والديمقراطي بالمغرب. وأبرز أنه في الوقت الذي تقدم فيه المغرب بمقترح الحكم الذاتي في الصحراء كحل جريء ونهائي لهذا النزاع المفتعل فإن الاطراف الاخرى مازالت تعرقل أي حل لهذا النزاع مذكرا بالمأساة التي يعيشها المغاربة المحتجزون في مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر منذ أزيد من ثلاثين سنة. وكان السيد محمد عامر قد بدأ الخميس الماضي زيارة عمل لاسبانيا قام في مستهلها بزيارة لبلد الباسك أجرى خلالها بالخصوص مباحثات مع رئيسة البرلمان الباسكي السيدة أرانتشا كيروغا والمستشارة (وزيرة) المكلفة بالشغل والشؤون الاجتماعية بالحكومة المستقلة لبلد الباسك السيدة خيما ثاباليطا أريطا. كما عقد الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج لقاءين تواصليين مع الجالية المغربية المقيمة بكل من بلد الباسك وجهة مدريد. ومن جهة أخرى أجرى السيد عامر مباحثات مع كاتبة الدولة الاسبانية في الهجرة السيدة أنا طيرون تمحورت حول سبل تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال الهجرة ودراسة الاليات اللازمة لتقديم الدعم للمهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا. وتباحث الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج مع عضو مجلس الشيوخ الاسباني وعمدة مدينة ألكوركون السيد إنريكي كاسكايانا تمحورت حول إقامة شراكة بين مدينة ألكوركون (قرب مدري) والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج في مجال دعم استثمارات الجالية المغربية في المناطق التي تنحدر منها بالمملكة. كما عقد السيد محمد عامر اجتماعا مع عمدة مدينة أوكانيا (إقليم طليطلة) السيد خوسي كارلوس مارتينيث أوسطيس تمحور حول بحث سبل تشجيع اندماج الجالية المغربية المقيمة بهذه المنطقة وآفاق التعاون في المجال الاجتماعي والثقافي. وتكتسي زيارة السيد محمد عامر للجهتين الإسبانيتين أهمية خاصة نظرا للظرفية الدقيقة التي يمر بها هذا البلد الذي يقيم به حوالي 800 ألف مغربي، تضرر العديد منهم من ارتفاع معدل البطالة جراء الأزمة الاقتصادية.