أبدى مهندسون وخبراء مغاربة في تخصصات دقيقة ومتعددة يقيمون بإسبانيا، رغبتهم واستعدادهم للمساهمة، انطلاقا من بلد الاستقبال أو بالمغرب، في مسلسل التنمية الشاملة الذي يشهدها الوطن الام حاليا. إن الامر يتعلق بمهندسين وخبراء في عدة تخصصات دقيقة كالهندسة الصناعية واللوجيستيك والاتصالات والبحث والتنمية، والتسويق والتواصل والخدمات المالية والمصرفية، والهندسة المعمارية والتقنية. فقد تمكنت هذه الكفاءات المغربية المقيمة بإسبانيا من اكتساب خبرات ومهارات عالية في مختلف التخصصات، مما يجعل منها خزانا هائلا يجدر الاستفادة منها وتشجيع انخراطها في مختلف الاوراش التي يتم إطلاقها بالمملكة في مختلف القطاعات، وهو الامر الذي سيضفي قيمة مضافة على مسلسل الانفتاح والتحديث والتطور الذي يشهده المغرب. ومن الاكيد أن انخراط الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج في مسلسل التنمية الشاملة الذي يشهده المغرب، أن يشكل رافعة لتعزيز هذا المسلسل الطموح، الذي يصبو إلى تحقيق الازدهار والرقي بالمملكة. وفي هذا الاطار شكل موضوع "الكفاءات من أصل مغربي في إسبانيا" الذي نظم خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي بمدينة برشلونة، بمبادرة من مجلس الجالية المغربية في الخارج، فرصة للتأكيد على أهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تشهدها المملكة. وقد شارك في هذا الملتقى الذي نظم بتعاون مع فيدرالية الهيئات الثقافية الكاطالانية من أصل مغربي (فيكوم) بمقر المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط (إيميد)، العديد من الكفاءات العلمية والتقنية والاقتصادية من أصل مغربي تقيم في إسبانيا وخصوصا في منطقة كاطالونيا (شمال شرق إسبانيا)، حيث يتمركز أكبر عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا. وتم التأكيد خلال هذا الملتقى على أهمية الاستفادة من التخصصات المعرفية التي حصلت عليها هذه الكفاءات وخبراتها المهنية، وخصوصا في مجال التكنولوجيا المتطورة. وأبرزت هذه الكفاءات المغربية المقيمة بإسبانيا استعدادها لبذل كافة الجهود من أجل الاضطلاع بدورها للمساهمة، انطلاقا من الخارج أو بالمغرب، في البرامج والمخططات التنموية ببلدهم الأم. وحسب إدريس الجبالي عضو مجلس الجالية المغربية في الخارج، فإنه بإمكان هذه الطاقات المغربية المساهمة في بناء جسر للتنمية وتعزيز التعاون بين بلد الاستقبال والبلد الاصلي، من خلال نقل الخبرات التكنولوجيا والتجارب المهنية والنهوض بالاستثمارات بالبلد الام. وبعد أن ذكر بأن تنظيم هذا اللقاء يندرج في إطار المشاورات التي تقوم بها مجموعة العمل "الكفاءات العلمية والتقنية والاقتصادية من أجل التنمية التضامنية" التابعة للمجلس، شدد إدريس الجبالي على ضرورة إشراك الطاقات الهامة لمغاربة الخارج، التي تلقت تكوينا عاليا في مختلف التخصصات، في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي يشهده المغرب، من خلال مختلف الاوراش التي تم إطلاقها في العديد من القطاعات. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أكد فوزي الاخضر غزال رئيس مجموعة العمل "الكفاءات العلمية والتقنية والاقتصادية من أجل التنمية التضامنية" التابعة لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن كفاءات مغاربة العالم تشكل "رافعة" للتنمية المستديمة بالمملكة، نظرا لتوفرها على التجارب والمؤهلات التي اكتسبتها في مختلف القطاعات الانتاجية ببلدان الاستقبال. وأشار فوزي الاخضر إلى أن لقاء برشلونة يندرج في إطار برنامج أنشطة مجموعة العمل "الكفاءات العلمية والتقنية والاقتصادية للمساهمة في التنمية المستديمة بهدف "تعبئة كفاءات مغاربة العالم من أجل التنمية بالمغرب". وتتمثل الاستراتيجية التي تم وضعها في هذا الاطار، في وضع خلايا للتفكير تضم خبراء للانكباب على عدة مجالات تهم بالخصوص "التعليم العالمي والعلوم والبحث العلمي" و"الخدمات" و"الاقتصاد والمالية" و"التنمية الاجتماعية والتضامن". وتضمن برنامج هذا الملتقى، الذي مثل أرضية حقيقية للتبادل والتعاون بين المملكة وكفاءاتها بالخارج، تنظيم ندوتين تمحورت حول موضوعي "الكفاءات في إسبانيا والمغرب : التحديات والفرص"، و"تجارب في مجال النهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة للمغاربة المقيمين في إسبانيا". وشكل هذا اللقاء فرصة للاطلاع على أهمية الكفاءات المغربية المقيمة بإسبانيا والخبرات التي تتوفر عليها في مختلف المجالات. وفي هذا الصدد أكد محمد الشايب رئيس فيدرالية الهيئات الثقافية الكاطالانية من أصل مغربي (فيكوم) وعضو مجلس الجالية المغربية في الخارج، أن ملتقى برشلونة أكد استعداد الكفاءات المغربية بإسبانيا للمشاركة بشكل فعلي في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي تشهده المملكة سواء على المستوى الوطني أو المحلي، والمساهمة في عملية التحديث التي تعرفها مختلف القطاعات. يذكر أن مجلس الجالية المغربية في الخارج كان قد وضع مجموعة العمل "الكفاءات العلمية والتقنية والاقتصادية من أجل التنمية التضامنية"، التي عهد إليها بإطلاق مشاورات مع الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وتتوخى مبادرة مجلس الجالية المغربية بالخارج إشراك الجالية المغربية في الخارج والنهوض باستراتيجيات متجددة من أجل مساهمة جميع المغاربة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.