قال الرئيس المؤسس للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، السيد تيري دو مونبريال ري، إن الديمقراطية لا يمكن أن توجد في مناخ يتسم بعدم الاستقرار والتوتر. وأضاف في ندوة صحفية عقدها على هامش أشغال الندوة الدولية الثالثة حول الحكامة العالمية (وورلد بوليسي)، التي تنظم خلال الفترة ما بين 15 و17 أكتوبر الجاري بمراكش، أنه "ليس هناك تناقض بين الديمقراطية والحكامة، وأن حسن سير الديمقراطية يتطلب مناخا يتسم بالهدوء". وألح السيد دو مونبريال في هذا الإطار، على ضرورة التوجه نحو التعاون بغية حل النزاعات من أي نوع، والتفكير في تفعيل القنوات المؤسساتية لتسوية الصراعات بشكل سلمي. وأوضح أنه "لا يمكن أن يكون هناك أمن من دون تعاطف، ومن دون تسامح وعدالة، داعيا في هذا السياق إلى تعزيز التعددية الثقافية، لأنها الطريقة الوحيدة الكفيلة بتمكين الشعوب من التفاهم مع بعضها البعض". وذكر السيد مونبريال أن الحكامة العالمية لا يمكن أن تختزل في مجرد البحث عن حل للصراعات التي تحتويها الطبيعة البشرية، بل يجب البحث عن سبل لوضع حد لها، مستشهدا بمثال الاتحاد الأوروبي، الذي وعلى الرغم من العيوب التي تطاله، تمكن من تنظيم نفسه على نحو أفضل وتجنب الصراعات. وقال "إن هذه نتيجة رائعة، خصوصا أن منطقة الإتحاد الأوروبي تسعى الآن إلى حل المشاكل ذات الطبيعة الاقتصادية على أساس التعاون والتوافق". وفيما يخص الوضعية العالمية الحالية، أبرز السيد مونبريال أنها مقلقة اعتبارا للترابط المتزايد للعالم، وأن أدنى حادث يمكن أن تترتب عنه تداعيات من المحتمل أن تتفاقم، كما تشهد على ذلك الأزمة الاقتصادية والمالية التي مر بها العالم في الآونة الأخيرة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هناك العديد من المناطق في العالم لا تعرف الاستقرار كالشرق الأوسط، نتيجة الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني وكشمير وشرق آسيا (شبه الجزيرة الكورية). وأوضح في هذا السياق، أن هذا الوضع وحالة القلق يمكن أن تترجم إلى "خطر"، ينجم عن فقدان السيطرة، أو المشاكل ذات الطبيعة الإقتصادية أوغيرها، معتبرا أن أفضل طريقة لمواجهة هذا الإضطراب السياسي أو الاقتصادي، هو إعادة النظر في الحكامة العالمية.