أجرى السيد محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج اليوم الجمعة في بيطوريا (بلد الباسك –شمال) مباحثات مع رئيسة البرلمان الباسكي السيدة أرانتشا كيروغا. وشكل هذا اللقاء، الذي حضره القنصل العام للمملكة ببلباو السيد عزوز أبوالكروم، فرصة للتطرق إلى العلاقات الممتازة التي تجمع بين المغرب وإسبانيا وخصوصا منطقة بلد الباسك فضلا عن مختلف مجالات التعاون الثنائي. وقال السيد عامر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في ختام هذا اللقاء، إن مسألة الهجرة شكلت أحد المواضيع التي تناولها خلال هذا الاجتماع، مشيرا إلى أن السيدة أرانتشا كيروغا وأعضاء الوفد البرلماني الباسكي المرافقين لها أكدوا بهذا الخصوص على مقاربة البرلمان الباسكي في مجال تشجيع الهجرة القانونية. وأضاف أن الوفد البرلماني الباسكي أبرز المجهودات التي يبذلها المغاربة المقيمون ببلد الباسك والذين يمثلون إحدى الجاليات الاجنبية الاكثر اندماجا في مجتمع الاستقبال. وأشار الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى أن المحادثات ركزت أيضا على قضية الوحدة الترابية للمملكة، موضحا أنه انتهز هذه المناسبة من أجل إبراز الافاق التي تفتحها المبادرة المغربية بمنح الحكم الذاتي في الاقاليم الجنوبية من أجل إيجاد حل عادل وسلمي لهذا النزاع المفتعل. وأكد السيد عامر أن رئيسة برلمان الباسك والوفد المرافق لها أعربوا خلال هذا الاجتماع عن تأييدهم لأي حل عادل ومتفاوض بشأنه لقضية الصحراء. وأبرز أنه تطرق مع الوفد البرلماني الباسكي إلى وضعية مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي كان قد اختطف من قبل ميليشيات "البوليساريو" في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر). وخلال زيارته لبلد الباسك أجرى الوزير المغربي مباحثات مع كل من رئيس الحزب الشعبي الباسكي السيد أنطونيو باساغويتي ومع رئيس البرلمان الاقليمي في آلبا السيد خوان أنطونيو ثاراطي. وتمحورت المباحثات خلال هذين الاجتماعين حول سبل تعزيز علاقات التعاون بين المغرب وإسبانيا وخاصة بلد الباسك واندماج الجالية المغربية المقيمة في هذه المنطقة ذات الحكم الذاتي. وأكد رئيس الحزب الشعبي الباسكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، على أهمية تعزيز العلاقات مع المغاربة المقيمين ببلد الباسك الذين يساهمون بشكل هام في النشاط الاقتصادي في المنطقة. وقال المسؤول الحزبي "نريد الاندماج الكامل والتعايش السلمي للمغاربة الذين يقيمون في بلد الباسك مجتمع الاستقبال مع ضمان المساواة في الحقوق والواجبات التي يتمتع بها أي مواطن إسباني آخر". أما رئيس البرلمان الاقليمي في آلبا، فأبرز أن زيارة الوزير المغربي لبلد الباسك مكنت من تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا من بينها مسألة المغاربة المقيمين في بلد الباسك. كما اجتمع السيد محمد عامر في إطار هذه الزيارة مع مندوب الحكومة المركزية الاسبانية في بلد الباسك السيد ميكيل كابيثيس غارثيا الذي وصف زيارة الوزير المغربي ب"الايجابية جدا" نظرا لكونها تمكن من الاطلاع على أوضاع الجالية المغربية المقيمة في هذه المنطقة. ولاحظ المسؤول الاسباني أن الجالية المغربية المقيمة في بلد الباسك تعمل من أجل ضمان اندماجها الكامل في المجتمع المضيف، مبرزا أن هذه الجالية التي تساهم في التنوع الثقافي تقدم قيمة مضافة إلى هذه المنطقة. وكان السيد عامر قد أجرى أمس الخميس في بيطوريا مباحثات مع المستشارة (وزيرة) المكلفة بالشغل والشؤون الاجتماعية بالحكومة المستقلة لبلد الباسك السيدة خيما ثاباليطا أريطا تمحورت حول سبل تعزيز علاقات التعاون بين الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج والإدارة الباسكية المكلفة بالشغل والشؤون الاجتماعية التي تتولى أيضا القضايا المتعلقة بالهجرة وذلك بما يعود بالنفع على الجالية المغربية المقيمة في هذه الجهة المستقلة ولا سيما الشباب. ومن جهة أخرى، عقد السيد عامر اجتماعا مع عمدة بيطوريا السيد بانشي لاثكوث اتفق خلاله الجانبان على وضع مخطط عمل بشأن التعاون في مختلف المجالات. وبمدينة بلباو عقد السيد عامر، الذي بدأ أمس زيارة عمل إلى إسبانيا تشمل جهتي بلد الباسك ومدريد، جلستي عمل مع عمدة مدينة بلباو السيد إينياكي أثكونا ومع رئيس الحزب الوطني الباسكي السيد إينيغو أوركويو. وتجدر الاشارة إلى أن الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج يقوم إلى غاية يوم 20 أكتوبر الجاري بزيارة عمل إلى إسبانيا يجري خلالها عدة لقاءات مع ممثلي السلطات المحلية والمنتخبين في جهتي بلد الباسك ومدريد بالاضافة إلى جلسة عمل مع كاتبة الدولة في الهجرة بالحكومة الإسبانية. وتندرج زيارة الوزير لإسبانيا أيضا في إطار اللقاءات التواصلية المنتظمة التي يجريها مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للإطلاع على أحوالها وإبلاغها بما استجد من إجراءات وتدابير خدمة لمصالحها. وحسب الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج فإن المحور الأساسي لهذه الزيارة يتمثل في إطلاع الجالية المغربية على البرنامج الحكومي في مجال خدمة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للجالية المغربية المقيمة بالخارج. وأشار المصدر ذاته إلى أن زيارة الجهتين الإسبانيتين تكتسي أهمية خاصة نظرا للظرفية الدقيقة التي يمر بها هذا البلد الذي يقيم به حوالي 800 ألف مغربي، تضرر العديد منهم من ارتفاع معدل البطالة جراء الأزمة الاقتصادية.