قدم الكاتب ماحي بينبين مساء أمس الخميس بالصويرة روايته " نجوم سيدي مومن "، التي تسرد قصة مستوحاة من الأحداث الإرهابية التي شهدتها الدارالبيضاء في ماي 2003. تسرد الرواية قصة " ياشين "، الانتحاري المنحدر من الحي الصفيحي " سيدي مومن" ، والذي استهدف إلى جانب " زملائه " فندقا بمدينة الدارالبيضاء. تنطلق أحداث الرواية من داخل القبر، حيث يروي ياشين قصته، بعد أن أخذ مسافة زمنية ومكانية كافية مكنته من سرد الأحداث بنظرة مغايرة عن التي عاشها بها. وأوضح الكاتب ماحي بينبين في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش اللقاء التقديمي الذي نظمته الرابطة الفرنسية المغربية بالصويرة، أن روايته تقوم بتتبع أحداث 16 ماي التي شهدتها الدارالبيضاء في 2003، من أجل محاولة استيعاب ما حدث. " لقد زرت سيدي مومن مرات عديدة وقرأت كل ما كتب عن التفجيرات حتى أتمكن من كتابة هذه الرواية "، يضيف ماحي، مشيرا إلى أن اختيار موضوع الإرهاب كان يفرض نفسه بعد أن تطرق إلى مواضيع أخرى كالهجرة السرية وتجارة المخدرات. يقتنص الكاتب لحظة الهدوء التي تخيم داخل حدث " الانتحاري الراوي " ليسلط الضوء على الأحداث. وينطلق من براءة بطل الرواية الذي كان أكبر همه الانتصار في مباريات كرة القدم التي كان يخوضها رفقة أصدقائه ضد فرق أخرى، تحت لواء فريق "نجوم سيدي مومن ". " ياشين " هو لقب بطل الرواية الذي اختاره نسبة إلى بطله حارس المرمى الروسي الشهير، عاش حياة الفقر، فجرفه تيار الحياة ليقع فريسة سهلة في أيدي " تجار الوهم "، الذين رسموا مسارا لحياته، أو بالأحرى نهايتها. حيث يوجد الآن، يدرك " ياشين " أنه لن يحظى بالمجد الذي وعد به، ويستوعب جيدا أنه تم التلاعب بآماله وآلامه، وأصبح مجرد رقم آخر في لائحة الانتحاريين الذين اختاروا أن يخربوا ليثبتوا للعالم أنهم موجودون، بطريقة أو بأخرى، حتى وإن كان الثمن هو حياتهم. رواية " نجوم سيدي مومن " فازت بجائزة الرواية العربية بباريس، التي تمنح لأفضل الروايات العربية التي تم نشرها هذه السنة بفرنسا، مناصفة مع رواية للكاتب الجزائري رشيد بوجدرة. وقد ازداد الكاتب والرسام التشكيلي المغربي ماحي بينبين بمراكش سنة 1959، وفي سنة 1980 استقر بباريس لمواصلة دراساته في مجال الرياضيات التي درسها لمدة ثماني سنوات، ليكرس وقته بعد ذلك للكتابة والرسم التشكيلي. وقد تمت ترجمة العديد من روايات ماحي، الذي أقام بنيويورك ما بين 1994 و1999، إلى عديد من اللغات، ومن بينها " آكلو اللحوم البشرية " وأرض الظل المحروقة"" و " ظل الشاعر ".