لا يخفي منتجو تمور "المجهول" بمنطقة تافيلالت ارتياحهم،الذي يرجع أساسا إلى كون جزء منهم حصل مؤخرا على علامة "المؤشر الجغرافي المحمي". وعلى الرغم من حصولهم على هذه العلامة منذ شهر،فإن هناك مبادرات لا يزال يتعين القيام بها. وقد انتقلت جمعية واحات تافيلالت،المؤطرة تقنيا والمدعومة ماليا من قبل المركز الجهوي للاستثمار الفلاحي بتافيلالت،إلى السرعة القصوى والمتمثلة في تجسيد براءة العلامة على أرض الواقع. وبدأت هذه المرحلة بتحفيز المنتجين من أجل الانضمام بشكل إرادي إلى هذا المشروع. وسرعان ما تضاعف أثر هذه المبادرة،حيث تم القيام في البداية بتكوين تأهيلي لما يقرب من 70 بالمائة من المنتجين الذين قدموا طلباتهم للحصول على العضوية. ويبقى الهدف من ذلك استيفاء متطلبات دفتر التحملات ومخطط المراقبة. وقد تم تحديد قائمة بالمراقبين الداخليين لضمان المراجعة الداخلية في مختلف الجهات بالمنطقة الجغرافية المعنية. وفي هذا السياق،حاز أغلبية الفلاحين والمنتجين،الذين تم مراجعتهم،على شهادة علامة "المؤشر الجغرافي المحمي"،وهي بمثابة اعتراف دولي،حيث يتم منحها من قبل لجنة تابعة لوزارة الفلاحة وحمايتها من قبل المكتب المغربي للملكية الفكرية والتجارية. وسيعمل المهنيون،الذين يتطلعون إلى أن يغطي هذا التتويج تمر (المجهول) المنتج بمنطقة الواحات برمتها،بطريقة علمية ومهنية من أجل فتح سبل واعدة لتثمين هذا النوع الجيد من المنتوج وحمايته،ولكن أيضا بوسائل تسمح بولوج سوق تنافسي على الصعيد الدولي. وتظهر علامة "المؤشر الجغرافي المحمي"،التي تميز جودة تمور "المجهول" لتافيلالت،أن موطن هذا المنتوج المطلوب في الأسواق الدولية ليس سوى منطقة تافيلالت الكبير،مع كل ما يفرضه ذلك في مجال تأصيل الخصائص المورفولوجية الاستثنائية. وتحاول العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط تقليد تمر "المجهول" المغربي،إلا أنها لا تزال لم تحصل على نفس النتائج،وذلك بسبب التفاوت على مستوى المناخ والتربة. وأكد خبراء المركز الجهوي للاسثمار الفلاحي بتافيلالت أن الصفات التي يتوفر عليها تمر "المجهول" المغربي تسمح بتمييزه عن غيره من المنتجات المماثلة في دول أخرى،حيث تمت محاولة زرع مجموعة متنوعة من أصل مغربي من بوذنيب. وفي الواقع فإن تمر المجهول-الأمريكي لا يستفيد من الظروف المناخية نفسها أو من الأنظمة البيئية،حتى لو كانت قيمته التجارية أفضل بكثير،ويعطي ذلك برهانا واضحا،في حالة نزاع،لعملية تسجيل علامة تمور "المجهول" تافيلالت لدى المكتب المغربي للملكية الفكرية التجارية. إن مسار التدابير الرامية إلى حماية هذا القطاع تمت الإشارة إليها في إطار المخطط الأخضر الجهوي،الذي يوجد الآن فصاعدا في الطريق الصحيح. وقد أوضح السيد عبد الله ديندان،رئيس جمعية واحات تافيلالت،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،"إننا نعبر عن سعادتنا بهذه الشهادة،ولكن علينا العمل أكثر لرفع عدد المنتجين المعنيين والمعتمدين،لإثبات الزخم الاقتصادي والمهني الجديد". ويتعلق الأمر بمقاربة تنهجها وزارة الفلاحة،القطاع الذي يمنح مثل هذا النوع من العلامات المميزة،لتثمين تمر "المجهول" على الصعيد الدولي وتمييز هذا المنتوج بالنظر إلى الخصائص الإيكولوجية للواحات،والظروف المناخية والمياه والتربة. وفي واحات النخيل بتافيلالت حيث تم الشروع فعليا في عملية زرع ثلاثة ملايين نخلة،فإنه يتعين بذل جهود لوضع حد للممارسات التقليدية لتسويق وتصدير تمر "المجهول". وفي هذا الإطار،فإن غياب أي علامة يفقد بكل تأكيد قيمته التي تميزه. ويمنح "المؤشر الجغرافي المحمي" للمستهلك الدولي الإمكانية للتمييز بين أصناف مختلفة،بقدر ما يضمن تتبع جودة منتج "المجهول" بالمغرب. وبالتالي فقد بات من الضروري،من الآن فصاعدا،أن يسلك القطاع جميع السبل المهنية.