افتتحت اليوم الجمعة بمدينة الفقيه بن صالح أشغال الملتقى الدولي الأول للهجرة، الذي تنظمه على مدي يومين جمعية "منتدى بن عمير"، بمشاركة مسؤولين وخبراء وباحثين في مجال الهجرة من المغرب والخارج. ويهدف هذا الملتقى، المنظم بدعم من الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى بحث ومناقشة مختلف القضايا المرتبطة بالهجرة. وأكد المتدخلون خلال افتتاح هذا الملتقى على أهمية انعقاد هذا اللقاء في جهة تادلة أزيلال التي تعد من بين المناطق المتوفرة على أكبر عدد من أفراد الجالية المغربية بالخارج. وأشادوا باختيار المنظمين لموضوع الدورة "ثقافة الهجرة"، مبرزين أهمية مثل هذه التظاهرات في التعريف بقضايا المهاجرين خاصة من أفراد الجيل الثالث والعمل على تحسين أوضاعهم لتمكينهم من المساهمة بشكل أفضل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب. وأبرزوا في هذا السياق ضرورة إحداث مراكز ثقافية بدول الاستقبال لفائدة أبناء الجالية المغربية، التي يقدر عددها بالخارج بنحو أربعة ملايين و500 ألف نسمة، 80 في المائة منهم بأوروبا، إضافة إلى تلقينهم اللغة العربية للحفاظ على هويتهم الوطنية. وفي هذا الصدد، أكد نائب رئيس جمعية "منتدى بن عمير" السيد سعيد العلام، أن تنظيم هذه التظاهرة، المقامة بتعاون مع مجلس الجهة والمجلسين البلدي والاقليمي للفقيه بن صالح، وعمالة الإقليم، يأتي لإثارة الانتباه إلى ضرورة إعداد دراسات وأبحاث حول الهجرة بالمنطقة. وأوضح السيد العلام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن بحث ظاهرة الهجرة بالمنطقة له علاقة وثيقة بإشكالية الهجرة على الصعيد الوطني، باعتبار أن تحليل الظاهرة يساعد الباحثين وأصحاب القرار السياسي والمنتخبين على السواء على اعتماد الحلول وتبني التوصيات الملائمة لتدبير موضوع الهجرة بطريقة عملية. ويتضمن برنامج هذا الملتقى عقد أربع جلسات تتطرق إلى مواضيع "ثقافة الهجرة والهوية والاندماج والممارسة الدينية للجالية"، و"رهانات الاندماج والتعدد الثقافي في دول الاستقبال"، و"محددات الحياة الاجتماعية للمهاجرين في دول الأصل (مقاربة ومقارنة)"، و"الخصائص سوسيو-ثقافية للعمال المغاربة بالخارج .. أية إسقاطات على المغرب"، وذلك من خلال عروض يلقيها أساتذة جامعيون وباحثون واختصاصيون من المغرب وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا، إضافة إلى خبراء لدى بعض المنظمات الجهوية والدولية. يذكر أن جمعية "منتدى بن عمير"، التي تأسست في يناير الماضي من قبل عدد من شباب المدينة، تهدف إلى إنعاش الحركة الثقافية والبحث العلمي بالمنطقة عن طريق إنجاز دراسات أكاديمية وأبحاث ميدانية وتنظيم ملتقيات وندوات وموائد مستديرة حول مواضيع تهم الهجرة، وذلك لجعلهما أداة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على الاصعدة المحلية والجهوية والوطنية.