أكد عدد من المهتمين بالسينما، اليوم الجمعة بسلا، على أن استعادة زمن السينما الإيطالية وأمجادها رهين أولا بتشجيع المؤلفين والمخرجين وثانيا بالرهان على جيل جديد من السينمائيين يتمتع بالخيال والإبداع الفني. وأوضح المشاركون ، خلال هذا اللقاء، الذي نظم في إطار الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا ، أن السينما الايطالية تعاني نقصا على مستوى الإخراج ولاسيما المخرجات، مشيرين إلى أن نسبتهن لا تتعدى خمسة في المائة من مجموع المخرجين بإيطاليا وهو رقم ضئيل مقارنة مع دول أخرى كفرنسا. وطرحوا في هذا الصدد إشكالات أخرى تعاني منها السينما الإيطالية من بينها على الخصوص تراجع عدد القاعات، مرجحين أن السبب في ذلك يرجع إلى ضعف مستوى الإبداع السينمائي. وفي هذا الإطار أخذ فيلم "بيلو الدخر الأكبر"، للمخرجة لاورا موسكاردان، الذي عرض أمس الخميس خارج المسابقة الرسمية للدورة الرابعة للمهرجان ، حيزا من نقاش المتدخلين ، الذين اعتبروه "مكسبا حقيقيا" يجب أن يحتدى به للنهوض بالسينما الإيطاليا. كما صنفوه في خانة السينما الواقعية لتقديمه صورة عن واقع الهجرة بإيطاليا ونجاح المهاجرين في الاندماج. ويروي الفيلم قصة "تيرنو" الشاب السينغالي، مسلم (30 سنة) ، الذي هاجر إلى إيطاليا بحثا عن آفاق رحبة تاركا زوجته بالسينغال، ليصطدم بواقع المجتمع الإيطالي ، واستطاع تحقيق الاندماج بعد أن تزوج من فتاة إيطالية وأنجب منها طفلا. وتبرز القصة مدى صمود المهاجرين أمام صعوبة الحياة والاندماج في المجتمع الإيطالي كما تدعو إلى إمكانية التعايش والتسامح بين الشعوب.