شجعت جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، أمس الثلاثاء بمدينة ليل (شمال فرنسا)، الشابات المغربيات على خلق مقاولاتهن الخاصة، مبرزة فرص الاستثمار التي يتيحها المغرب في مجالات مختلفة . وخلال الملتقى الأوروبي" لايك أونتروبرونورشيب"، الذي شكل أرضية لتبادل الأفكار بين المهنيين، والباحثين، والمقررين تهم رهانات الشراكة، أكدت السيدة سلوى كركري بلقزيز، الرئيسة الشرفية ومؤسسة جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، على أهمية تنمية النشاط المقاولاتي النسائي بالمغرب باعتباره محركا لا محيد عنه لتنمية البلاد . وأبرزت السيدة بلقزيز، التي تمت استضافتها لهذا الإجتماع باعتبارها تمثل نموذجا ناجحا للنساء رئيسات المقاولات، التطور الإيجابي الذي عرفته مبادرات خلق مقاولات نسائية في المغرب، مشيرة في هذا الصدد إلى انتقال نسبة عدد هذه المقاولات من 5 في المائة سنة 2004 إلى 12 في المائة عام 2008 . وتهدف هذه المقاولات إلى النهوض بالعمل المقاولاتي النسائي، وذلك على غرار البرامج الحاضنة للمقاولات التي تدعمه الجمعية في كل من مدينتي الرباط والدار البيضاء. إلا أن هذه النسبة تظل، حسب السيدة بلقزيز، ضئيلة مقارنة بتلك المسجلة في أوروبا حاليا (30 في المائة). ورغم ذلك، تقول السيدة بلقزيز خلال ورشة خصصت لعرض التجارب الجهوية في مجال المقاولات النسائية، بالإمكان تقليص الفارق الحاصل بالنظر إلى توفر المؤهلات، خاصة وأن أكثر من 50 في المائة من حملة شهادة الباكالوريا بالمغرب فتيات. وأبرزت السيدة بلقزيز، التي راكمت تجربة على مر عدة سنوات، سواء كرئيسة مقاولة أو كمسؤولة لجمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب التي تعمل على النهوض بالعمل المقاولاتي النسائي بالمغرب، أهمية تأطير الكفاءات الشابة من النساء لتسهيل انخراطهن في عالم المقاولة وبالتالي مشاركتهن في تنمية الاقتصاد الوطني، وخلق مناصب شغل. وأوضحت أن برامج جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب في الرباط والدار البيضاء، ساهمت منذ سنة 2006 في إنشاء ما يناهز خمسين مقاولة همت مجالات مختلفة منها بالخصوص، السياحة، والاتصال، والمعلوميات، فضلا عن إنشاء مواقع إلكترونية. وأضافت أن هذه البرامج نفذت بشراكة مع فاعلين محليين ودوليين، من أجل تمكين النساء المقاولات من الوسائل الضرورية إن على مستوى الإيواء، أو التأطير، أو تسهيل ولوجهن إلى السوق، مع توجيه اهتمامهن صوب مجالات واعدة على ضوء مختلف المشاريع التي يشهدها المغرب حاليا. وفي هذا السياق ، استعرضت السيدة بلقزيز سلسلة من المشاريع الكبرى التي انخرط فيها المغرب، لا سيما منها برنامج "المخطط الأخضر" الذي تم إطلاقه لتطوير الإنتاج الزراعي والغذائي، وبرنامج الإقلاع الصناعي، ومخطط تنمية الطاقات المتجدة ومخطط "أزور" السياحي. وأشارت إلى أن جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، التي تأمل في تعميم تجربة خلق برامج حاضنة في مختلف ربوع البلاد، تقوم بحملة تحسيسية لا سيما ، داخل الجامعات، ومدارس التجارة والتدبير، من أجل إشاعة الفكر المقاولاتي في صفوف الطلبة، مبرزة ضرورة الاستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال. وتعد جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، التي أحدثت سنة 2000 والتي تضم في عضويتها أزيد من 400 مقاولة توفر أكثر من 30 ألف منصب شغل، جمعية مستقلة تهدف إلى منح النساء رئيسات المقاولات إطارا ملائما يمكنهن من المساهمة في الإقلاع الاقتصادي الوطني، والمشاركة في اتخاذ القرارات الموجهة للحياة الإقتصادية بالبلاد.