صدر للكاتب الصحافي محمد أحمد باهي كتاب جديد يحمل عنوان "محمد بصير .. أقدم سجين في العالم" يستعرض مسار هذا المناضل المغربي الذي اعتقلته السلطات الإسبانية يوم 19 يونيو 1970 بمدينة العيون. وجاء في تقديم هذا الكتاب الذي يقع في جزأين (112 صفحة من الحجم المتوسط)، أن "هذه الصفحات نسجلها وفاء لمحمد بصير وتذكيرا به ومطالبة للسلطات الإسبانية بصفة خاصة بضرورة إبراز مصير هذا المعتقل الذي يعتبر اليوم أقدم سجين في العالم تحتجزه المخابرات الإسبانية باعتراف كل قادتها في الصحراء زمن الاحتلال". وخصص المؤلف الجزء الأول من هذا الكتاب لسيرة محمد بصير، بما في ذلك نشأته ودراسته داخل المغرب وخارجه، مستعرضا أبرز المحطات التي طبعت مسيرة هذا المناضل والمنابر الإعلامية التي ساهم، إلى جانب مؤلف الكتاب، في إطلاقها كمجلتي "الشموع" (1968)، و"الأساس"، والمبادرات التي قاما بها قصد مواجهة الاحتلال الإسباني بالصحراء المغربية. أما الجزء الثاني من الكتاب، فقد ساق فيه الكاتب روايات شخصيات مغربية وأجنبية بخصوص انتفاضة 17 يونيو 1970 وقائدها محمد بصير، ويتعلق الأمر بروايات أحمد بابا مسكي المقتطفة من كتابه "البوليساريو .. روح شعب"، ومسؤول المخابرات الإسبانية في العيون سابقا العقيد خوسي أكيري، ورئيس مصلحة المخابرات الإسبانية بالصحراء المغربية ميغيل أورتيز، والكاتبين الإسبانيين أنخيلا هيرنانديث مورينو، وأليخاندرو غارثيا. كما يتضمن هذا الجزء رواية كل من ابن أخ محمد بصير السيد الحنفي ولد سيدي عبد الله بصير، والسيد محمد الشيخ ماء العينين الركيبي، أحد أعضاء الحركة الطليعية المقتطفة من كتابه الوثائقي المعنون ب" الصحراء .. أهلها وأرضها وقضيتها"، والدكتور إدريس الناقوري في كتابه "الشرفاء الركيبات"، والصحافي صلاح حافظ في كتابه "حرب البوليساريو"، والصحافي محمد جلال كشك. ويضم الكتاب أيضا ملحقا للصور، وملحقا صحفيا عبارة عن حوار أجرته جريدة (الصحراء الأسبوعية) في عددها 84 (21 - 27 يونيو 2010)، مع المؤلف في إطار ملف حول محمد بصير، نفى فيه بشدة أن يكون بصير ذا نزعة انفصالية مؤكدا أن ما يسمى ب"جبهة البوليساريو" تآمرت مع الإسبان ضده. وخلص المؤلف، في كلمة ختامية، إلى أن الهدف من وراء الكتاب يتمثل في وضع "المعطيات أمام كل الهيئات والمنظمات الحقوقية المغربية، وكذا الهيئات السياسية والنقابية والمجالس الاستشارية من أجل الكشف عن مصير أقدم سجين العالم وهو المجاهد الشهم محمد بصير ولد سيدي ابراهيم الركيبي".