افتتحت، مساء أمس الأربعاء، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان القاهرة الدولي "سماع" للإنشاد والموسيقى الصوفية بحفل تم خلاله عرض معزوفة كونية رائعة تعبر عن روح التسامح والمحبة والسلام، أدتها فرق تنتمي إلى 8 بلدان مختلفة من ضمنها فرقة "سيدي قدور العلمي" من مدينة مكناس. وقد أدت فرق للمديح والسماع والإنشاد من سورية والهند وإسبانيا وتركيا والبوسنة والهرسك وإندونيسيا ومصر، بالإضافة إلى المغرب، لوحة جماعية بلغات ولهجات مختلفة، لكنها تتفق في نشر معان إنسانية نبيلة لقيت تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور. وشنفت فرقة "سيدي قدور العلمي" أسماع الحاضرين بفقرات فنية من مدح سيد الكون والثقلين، حملت الحاضرين في رحلة عبر دروب طرب فن السماع والمديح بالمغرب، وذلك من خلال فقرات شعرية صوفية وابتهالات أضفى عليها المكان، موقع قبة الغوري التاريخي، مسحة دينية صوفية. واكتشف الجمهور من خلال الفقرات التي أدتها فرقة "سيدي قدور العلمي"، والتي جمعت بين الإنشاد والشعر والموسيقى علاوة على السماع والمديح، أحد مكونات الفن المغربي الأصيل والمتنوع ومن خلاله مضامين شعرية تحمل قيما روحية صوفية قادمة من غرب الوطن العربي. يذكر أن فرقة سيدي قدور العلمي للمديح والسماع تأسست سنة 2006 على يد رئيسها سيدي الحاج عزاوي، ولها مشاركات وطنية ودولية كما حازت على جوائز من مهرجانات دولية مختلفة. وتنظم دورة هذه السنة تحت شعار "السماع وحوار ثقافات الشعوب"، وتهدف بحسب المنظمين إلى الحفاظ على التراث الأصيل والمقامات النادرة والطرائق التراثية المختلفة والثقافات التي تنصهر وتتوحد فى لحظة إنسانية واحدة، في عالم أوسع أفقا وأكثر رحابة. وتهدف هذه التظاهرة أيضا إلى التأكيد على حالة التواصل الإنساني والكوني عبر الأنغام الصوفية. وتقام فعاليات المهرجان من أمسيات صوفية وجلسات المديح والسماع بقبة الغوري، الذي يعتبر من أعرق المواقع الأثرية في القاهرة الإسلامية، قصد استلهام التاريخ وإرساء جسور مع الحاضر. وستستمر فعاليات المهرجان على مدى عشرة أيام يسعى خلالها المنظمون إلى فتح الحوار بين المبدعين المشاركين، وتجاوز الحواجز الجغرافية واللغوية بين مختلف الثقافات.