دعا وزير الاقتصاد والمالية السيد صلاح الدين مزوار اليوم الخميس في مدريد، إلى إضفاء دينامية إيجابية على العلاقات المغربية الإسبانية، وذلك لما فيه مصلحة البلدين. وأبرز السيد مزوار أمام منتدى الاقتصاد الجديد بمدريد (نويبا إيكونوميا فوروم)، أن العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين إسبانيا والمغرب في إطار المسلسل الأورومتوسطي، ستظل قوية ومستقرة "على الرغم من بعض الاضطرابات الظرفية التي لن تؤثر بالتأكيد على نوعية العلاقات بين البلدين". وأشار وزير الاقتصاد والمالية، أمام جمهور يضم عددا من صناع السياسات الاقتصادية والسياسية وممثلي وسائل الاعلام الاسبانية والدولية وشخصيات مرموقة بالمجتمع المدني الاسباني، إلى أنه في سياق الازمة الاقتصادية والمالية العالمية، فإن المغرب يتيح للمقاولات الاسبانية فرصة للتنمية والتوسع الدولي، بفضل التسهيلات الممنوحة والاصلاحات التي تم إطلاقها بالمملكة. وأضاف السيد صلاح الدين مزوار أن المغرب يشكل، بفضل نموه القوي والمتنوع والأسس الاقتصادية السليمة التي يتوفر عليها، أحد الاقتصادات الناهضة القريبة من أوروبا، مستعرضا في هذا الاطار الإصلاحات الماكرو اقتصادية التي أطلقتها المملكة. وأوضح الوزير أن المغرب تمكن، خلال العقد الاخير، من الشروع في مسلسل التغييرات الاقتصادية والسياسية، من أجل وضع استراتيجية تقوم على التوقع والابتكار والإرادة القوية. وقال وزير الاقتصاد والمالية، الذي استضافه منبر "منتدى أوروبا"، إن مسلسل التغيير كان مرفوقا برؤية استراتيجية، مكنت المغرب من أن يصبح فاعلا أساسيا في المنطقة الاورومتوسطية. وأبرز السيد مزوار أن مستقبل المغرب يوجد بجانب أوروبا، ولذلك اختارت المملكة النموذج الأوروبي الذي أعطى ثماره من حيث التنمية والازدهار، مشيرا إلى أن نظام الوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد الاوروبي للمغرب، يشكل اعترافا بالجهود والاصلاحات الشجاعة والجريئة التي نفذتها المملكة. وأكد وزير الاقتصاد والمالية أن النموذج المغربي حقق نجاحا لأنه يتضمن رؤية وتوجها استراتيجيا، مشددا على أن المغرب الذي راهن على تطوير العلاقات مع أوروبا لم ينس علاقاته مع إفريقيا، ويعمل من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع البلدان. ويعتبر منتدى الاقتصاد الجديد (نويبا إيكونوميا فوروم)، الذي يحظى بتقدير خاص من قبل صناع وقادة الرأي في إسبانيا وأوروبا، منبرا مرجعيا للنقاش. ويتوخى هذا المنتدى، النهوض بالنقاش والحوار من خلال تنظيم ملتقيات تتميز بالانفتاح والحياد والتعددية. وقد سبق لمنتدى الاقتصاد الجديد في مدريد، أن استضاف العديد من رؤساء الدول والحكومات وممثلي المؤسسات الاوروبية والفاعلين الاساسيين في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وقادة الرأي. وقد تمكن المنتدى، بفضل تعاونه مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، من اكتساب سمعة دولية، وأصبح بالتالي مرجعا أساسيا لصانعي القرارات السياسية والاقتصادية في مختلف أنحاء العالم.