أكد السيد صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية ، اليوم الخميس في مدريد ، أن قضية المدعوة أميناتو حيدر مؤامرة دبرها (البوليساريو) والجزائر لعرقلة مسلسل المفاوضات حول الصحراء وإفشال المقترح الشجاع الذي قدمه المغرب لمنح الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية. وأوضح السيد مزوار أمام منتدى الاقتصاد الجديد بمدريد (نويبا إيكونوميا فوروم) أن "هذه القضية برمتها هي مجرد مكيدة ومناورة لبعض الأطراف ذات أهداف سياسية تتوخى تقويض العلاقات الجيدة التي تجمع بين إسبانيا والمغرب".
وشدد السيد مزوار أمام حضور يضم عددا من صناع السياسات الاقتصادية والسياسية وممثلي وسائل الإعلام الاسبانية والدولية وشخصيات مرموقة بالمجتمع المدني الإسباني، على أن "حالة المدعوة أميناتو حيدر ليست سوى مؤامرة سياسية لتحقيق أهداف سياسية".
وأشار إلى أن هذه المرأة استفادت من مناخ التسامح والانفتاح السائد في المغرب، ومن تعويضات هيئة الإنصاف والمصالحة عن الانتهاكات السابقة لحقوق الإنسان، متسائلا عن التوقيت الذي تم اختياره لإثارة هذه القضية.
وأوضح الوزير أن الغرض من وراء هذه المؤامرة واضح، ويتمثل في تقويض مسلسل المفاوضات بين أطراف النزاع وإفشال مقترح منح الحكم الذاتي للصحراء الذي وضعه المغرب على طاولة المفاوضات، وهو مقترح ذو مصداقية وقابل للتطبيق ولقي ترحيبا من قبل المجتمع الدولي.
وفي هذا السياق، شدد السيد مزوار على حسن نية المغرب من أجل مواصلة المفاوضات ومساعدة الأممالمتحدة على إيجاد حل سياسي لهذا النزاع يضمن "وضعية لا غالب ولا مغلوب"، مضيفا "إننا سنستمر على نفس هذا النهج".
وقال إن "الجزائر والبوليساريو لا يريدان ، للأسف ، أن تتقدم الأمور في اتجاه إيجاد حل لهذا الصراع الذي دام طويلا والذي يضر باندماج بلدان المغرب العربي وتحقيق الازدهار لشعوبها.
وأكد أن "ما تريده الجزائر هي أن تصبح قوة مهيمنة في المنطقة. ولتحقيق هذا الهدف تحاول زعزعة استقرار المغرب على المستوى الداخلي من خلال تمويل أعمال معادية والتلاعب بالصحراويين واستغلال قضية النزاع الصحراء بجميع الوسائل".
ففي الوقت الذي تبذل فيه الجزائر جهودا كبيرة وتقدم أموالا كثيرة لتحقيق هذا الهدف - يقول السيد مزوار - يعمل المغرب من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة لاقتناعه بضرورة النهوض باتحاد مغاربي فعال.
وشدد على أن "المغرب ، بلد القانون ، ضمن دوما حرية التعبير وحقوق الإنسان. ولكن عندما قرر أشخاص من أمثال أميناتو حيدر ومجموعة السبعة الذين استفادوا دوما من مناخ التسامح وحرية التعبير في المغرب وضع أنفسهم تحت تصرف أعداء المملكة فإنه كان من اللازم أن يكون هناك رد فعل من قبل المغرب".
وحسب السيد مزوار، فإن حل المشكلة التي أثارتها المدعوة أميناتو حيدر يوجد في يد المعنية بالأمر التي رفضت جميع الاقتراحات التي قدمت إليها.
وبخصوص كيفية تعامل إسبانيا والمغرب مع بعضهما البعض، أعرب السيد مزوار عن أسفه "لوجود بعض المفاهيم الخاطئة وسوء الفهم المتبادل من الجانبين"، وعزا ذلك إلى العجز الحاصل في المجال التواصلي.
وأكد الوزير على ضرورة "مضاعفة الجهود من أجل تقديم المغرب الحقيقي للرأي العام الإسباني وتوضيح الخطوات المهمة والشجاعة التي قطعها المغرب".
ويعتبر منتدى الاقتصاد الجديد (نويبا إيكونوميا فوروم) الذي يحظى بتقدير خاص من قبل صناع وقادة الرأي في إسبانيا وأوروبا، منبرا مرجعيا للنقاش.
ويتوخى هذا المنتدى النهوض بالنقاش والحوار من خلال تنظيم ملتقيات تتميز بالانفتاح والحياد والتعددية.
كما يعد هذا الفضاء منبرا للفكر السياسي الحر حيث سبق أن استضاف العديد من رؤساء الدول والحكومات وممثلي المؤسسات الأوروبية والفاعلين الأساسيين في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وقادة الرأي.
وقد تمكن منتدى الاقتصاد الجديد بفضل تعاونه مع صحيفة (وول ستريت جورنال) من اكتساب سمعة دولية، وأصبح بالتالي مرجعا أساسيا لصانعي القرارات السياسية والاقتصادية وقادة الرأي في مختلف أنحاء العالم.