السواكن (إقليمالعرائش) 4/ 8/ ومع/ نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الأربعاء بالجماعة القروية السواكن بإقليمالعرائش، لقاء بمناسبة الذكرى 432 لمعركة وادي المخازن. وذكر المشاركون في هذا اللقاء بمعاني هذه الصفحة المشرقة من تاريخ المغرب، كما أشاروا إلى البعد الرمزي للملحمة الكبرى لمعركة وادي المخازن التي وضعت حينها حدا للأطماع الاستعمارية للقوى الغربية، كما ألهمت المغاربة مبادئ الدفاع عن الحرية والوحدة الترابية للمملكة. وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، في كلمة تليت نيابة عنه خلال هذا اللقاء، الأهمية البالغة والدلالات العميقة التي يكتسيها حدث الاحتفاء بهذه المعركة الخالدة في تاريخ المغرب، والتي شكلت محطة وضاءة في كفاح المغرب دفاعا عن سيادته. كما تطرق إلى الأحداث التاريخية التي قادت إلى حدوث المعركة التي مكنت المغرب من الدفاع عن وحدته الترابية ضد القوى الاستعمارية الأجنبية، وعززت موقع المغرب كدولة قوية ومستقلة تحظى بالاحترام والتقدير بين أمم تلك الحقبة. وقال "إن هذه الملحمة المجيدة تدل أيضا على عظمة الشعب المغربي وارتباطه المتين بالحرية والاستقلال، كما تجسد التلاحم الوثيق بين العرش والشعب". وفي ختام هذا اللقاء، الذي جرى على الخصوص بحضور عامل إقليمالعرائش السيد محمد الأمين المرابط الترغي والمنتخبين المحليين، قام المشاركون بزيارة ضريح بطل معركة وادي المخازن السلطان عبد الملك السعدي، الذي بصم تاريخ المغرب بشجاعته وتفانيه في الدفاع عن حرية المملكة. كما تليت آيات بينات من الذكر الحكيم، ورفعت أكف الضراعة بصالح الدعاء على أرواح شهداء حرب التحرير، وفي مقدمتهم جلالة المغفور محمد الخامس طيب الله ثراه، ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه. وقد كانت هذه المعركة ردا على أطماع البرتغال في غزو المغرب، إذ مع نهاية فبراير سنة 1578، أعرب ملك البرتغال آنذاك دون سباستيان عن عزمه استعمار المملكة الشريفة، وهو ما حذا به إلى قيادة حملة بنفسه، حتى قبل أن يتلقى دعما عسكريا من ملك إسبانيا فيليب الثاني وبعض الحلفاء، سواء من خلال الجيوش البرية أو السفن الحربية. وبتاريخ 25 يونيو من السنة نفسها، أبحرت القوات البرتغالية على متن 1200 سفينة، حين بلغ الخبر إلى السلطان عبد الملك السعدي بمدينة فاس، قرر قيادة حملة إلى مدينة القصر الكبير من أجل مواجهة الغزاة. وفي خطة استراتيجية، قرر السلطان استدراج القوات الغازية إل غاية منطقة السواكن بحوض اللكوس، حيث عزلهم عن الأسطول البحري الذي كان يشكل نقطة قوة للجيش الغازي، وسقط دون سيباستيان في الفخ المنصوب وأعطى أوامره بالتوجه إلى القصر الكبير ومن ثم عبور وادي المخازن، وبعد تدمير القنطرة من طرف الجيوش المغربية، جرت المعركة بتاريخ 4 غشت 1578 وتوجت بموت ملك البرتغال وحليفه محمد المتوكل وتقهقر جيش الغزاة. وخلال هذه المعركة، توفي السلطان عبد الملك السعدي عقب إصابته بمرض، لكن لم يتم الإعلان عن وفاته إلا بعد الانتهاء من المعركة وانتصار المغاربة، ليخلفه السلطان أحمد المنصور الذهبي، وهو الذي قرر تسليم جثمان دون سيباستيان إلى ذويه بطلب من البرتغال. ووضع انتصار المغاربة في هذه المعركة، التي تعرف أيضا ب`"معركة الملوك الثلاثة"، حدا للأطماع الاستعمارية التوسعية للبرتغال، وسمح للمغرب بدخول فترة من الازدهار والتفوق مكنته من تعزيز موقعه على المستويين الإفريقي والمتوسطي.