(إعداد: أحمد الكرمالي) شهد فضاء برج "المرايا" المطل على أمواج الأطلسي بسلا، مساء أمس الثلاثاء، تقديم عرض ملحمي ضخم بعنوان "فلاين دوتشمان"، ضمن السهرة الختامية لعرض "قراصنة 2010"، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رحل بالجمهور إلى عوالم سحرية لحقبة من تاريخ أساطير القراصنة وحكاية موتى "عائشة البحرية" الأحياء ورقصاتهم المجنونة. واستهل المشهد الأول من هذا العرض الملحمي بحكاية خيالية لبحارة مدينة سلا..وجشع القراصنة، المستوحى من أساطير قراصنة المدينة، والتي تتحدث عن هجوم القراصنة المخربين الجشعين على إحدى البواخر وتخريبها وإحراقها محققين بذلك النصر على البحارة. وقد وظف مخرج هذا العرض الفرنسي لوران غاشي، الذي أطلق فكرة مشروع "قراصنة" 2006 و2008 ، في هذا المشهد موسيقى خيالية حماسية يرقص الموتى الأحياء خلالها مع عرائس البحارة رقصات المجانين لتشجيع القراصنة المخربين على مواصلة رحلة الصيد لنهب البواخر. فيما اعتمد لوران غاشي في المشهد الثاني من هذا العرض على رسم لوحة تعبيرية خيالية جسد فيها حوالي 70 شابا وشابة دور الأموات-الأحياء على شكل هياكل عظمية انبعثوا من قبورهم ليسافروا بخيال الجمهورالحاضر إلى برج "المرايا" ليعيش قصة حياة هؤلاء الأموات، الذين بعثت فيهم "عائشة البحرية" الروح من أجل خدمتها. وتقول الحكاية أن رقصات هؤلاء الموتى الأحياء هي تعبير عن فرحتهم لعودة الروح في أجسادهم وبعثهم من جديد. وقد تميز هذا المشهد بإطلاق شهب اصطناعية أثتت سماء المدينة، وذلك في دلالة على أن القراصنة حققوا إنجازاتهم وانتصاراتهم على البحارة. وشاركت في عرض "الرقص مع المجانين"، المنظم من طرف الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية صعبة، حوالي 350 مشارك بينهم 120 فنانا مغربيا وأجنبيا. وقد احتضنت فضاءات "البرج الكبير"، وبرج "الدموع"، وبرج "المرايا" أنشطة عرض "قراصنة 2010" المنظم بشراكة مع جمعية "قراصنة" ومدرسة السيرك "شمسي" بتعاون مع العديد من الشركاء المؤسساتيين والخواص. ويعد هذا العرض إبداعا مشتركا وثمرة تعاون بين فنانين متمرسين وآخرين ناشئين، مدرسة للتواصل والحوار وتأصيل ممارسة فنية جديدة في المدينة بمشاركة السكان ولفائدتهم.