صاد التي انعقدت من 16 إلى 23 يوليوز الجاري بالعاصمة التشادية نجامينا. وأوضح السيد أوزين في تصرح لوكالة المغرب العربي للأنباء بنجامينا على هامش هذه الاجتماعات أن المغرب كان حاضرا بقوة سواء خلال الاجتماعات التمهيدية للخبراء أو المجلس التنفيذي أو في أشغال قمة مجلس رئاسة التجمع، حيث أكد الوفد المغربي وبقوة على أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تعزيز مناخ الاستقرار والأمن والسلام في هذا الفضاء الإفريقي. كما أكد الوفد المغربي ، يضيف السيد أوزين ، "على ضرورة صون الوحدة الترابية والوطنية للبلدان واحترام مبدأ الجوار، وتغليب فكر التكتل على نزعة التفتيت والتشرذم التي تغذيها خطابات إيديولوجية متجاوزة، وإلى حماية المنطقة من خطر الإرهاب والتطرف والتهريب والجريمة المنظمة". واعتبر السيد أوزين، من جهة أخرى، أن فضاء سين- صاد ،أصبح في حاجة إلى إصلاح هياكله وفق خريطة طريق واضحة وجدول زمني محدد، وبرامج عمل ملزمة، مع ضرورة تكييفها مع مضامين التغيرات الاقتصادية والبيئية والمالية التي يشهدها العالم والمنطقة. ودعا كاتب الدولة في هذا الصدد إلى العمل على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي تضع العنصر البشري في صلب اهتماماتها بما يوفر العيش الكريم لشعوب الفضاء ويخلص شبابه من شبح البطالة وتسلط شبكات الاتجار في البشر. وكان السيد محمد أوزين قد عقد على هامش هذه الاجتماعات سلسة لقاءات مع وزراء الشؤون الخارجية في كل من التشاد وليبيا والنيجر والطوغو وبنين ومالي وموريتانيا وإرتريا وبوركينا فاسو. وقد تم خلال هذه اللقاءات بحث مجموعة من القضايا المتعلقة بالتعاون على الصعيد الثنائي والإقليمي في أفق الدفع بهذه العلاقات إلى مستوى شراكة إستراتيجية حقيقة مع هذه الدول. ويذكر أن المشاركة الفاعلة للوفد المغربي في هذه الاجتماعات حظيت بترحيب عدد من الدول الأعضاء، وتم التنويه ،بصفة خاصة، بمشروع خطة التجمع في مجال الطاقة والتعدين الذي أعدته وزارة الطاقة والمعادن. كما أشاد وزراء خارجية البلدان الأعضاء بالمساعدات العاجلة التي قدمها المغرب للنيجر لمواجهة الأزمة الغذائية التي تمر منها. وقد دعا اجتماع المجلس التنفيذي في هذا الإطار إلى إعادة تفعيل صندوق التضامن الخاص بمواجهة الكوارث الطبيعية في فضاء سين- صاد. ورحب المجلس كذلك باستعداد المغرب لاحتضان الدورة الرابعة لألعاب سين- صاد بعدما أسند تنظيم الدورة الثانية لدولة التشاد. ويذكر أن الوزير الأول السيد عباس الفاسي الذي مثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في قمة نجامينا ألقى كلمة بالمناسبة أكد فيها ،بالخصوص، على أهمية التنسيق المحكم بين كافة الدول المعنية لمواجهة شبكات الهجرة غير القانونية وتهريب الأسلحة والاتجار في البشر وكذا المجموعات المسلحة والمنظمات الإجرامية والإرهابية، التي اتخذت من منطقة الساحل والصحراء، قاعدة خلفية لها ولأنشطتها. كما دعا تجمع دول الساحل والصحراء إلى اعتماد أنجع الآليات وبلورة تصور براغماتي جماعي يتأسس على مبدأ الاعتماد على النفس والاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية والطاقات البشرية لتحقيق التنمية المنشودة لأعضائه وتعزيز التعاون في ما بينها. وأجرى السيد عباس الفاسي على هامش هذه القمة مباحثات مع عدد من قادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة في القمة تركزت بالخصوص على السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية مع هذه الدول. كما استعرض السيد عباس الفاسي خلال هذه اللقاءات تطورات قضية الوحدة الترابية للمملكة في ضوء المقترح المغربي المتعلق بمنح الاقاليم الجنوبية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية.