(من المبعوث الخاص امبارك الطفسي) خصت الدورة 11 لمهرجان وليلي الدولي الذي يتواصل منذ الجمعة الماضي الفنان المغربي محمد المزكلدي بالتفاتة تكريمية اعترافا بإسهامه في تطوير الأغنية العصرية بالمغرب. وخلال أمسية فنية احتضنها المركب الثقافي الفقيه المنوني، ونشطها الجوق الأندلسي لمكناس ومجموعة كلمة، تعاقبت شهادات عدة أشادت جميعها بالدور الرائد الذي اضطلع به المزكلدي الى جانب مجايليه في صنع خصوصية الأغنية العصرية المغربية. وتسلم المحتفى به الذي بدأ مسيرته الفنية في أربعينيات القرن الماضي جوائز تقديرية تثمينا لعطاءاته الجمة. وانضم المزكلدي مبكرا الى فرقة موسيقية كان يديرها الراحل محمد فويتح وتضم فنانين من حجم عبد الرحيم السقاط وأحمد الشجعي. وكان يتابع دراسته بجامعة القرويين بفاس حيث رأى النور عام 1932، دون أن يمنعه ذلك من مواصلة تطوير مواهبه الفنية. وأتاح له مقامه بمصر في الستينات اثراء معارفه وخبراته الفنية والاقتراب من كبار العصر من قبيل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ. ولدى عودته الى المغرب، انخرط في العمل من أجل بناء صرح أغنية مغربية عصرية من خلال اصدار العديد من الأغاني الشهيرة مثل "خمسة وخمسين"، "العروسة مرهونة"، "امبارك ومسعود"، "زهرة بلادي". يذكر أن مهرجان وليلي، التي صنفت اليونيسكو موقعها تراثا عالميا، ينظم من طرف وزارة الثقافة بشراكة مع ولاية جهة مكناس تافيلالت والجماعة الحضرية لمكناس في اطار تنشيط فضاءات زاخرة بالتاريخ. ويشارك في الدورة فنانون من اليونان، ضيف شرف الدورة، والولايات المتحدة، الجزائر، مصر، التشيك، بولونيا، مالي، إفريقيا الوسطى، فرنسا، اسبانيا، كوبا والشيلي فضلا عن المغرب.