أكدت المديرة العامة لمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط إلبيرا سان خيرونس إيريرا أن هذه المؤسسة المتوسطية تشكل تعبيرا عن إرادة المغرب وإسبانيا والحكومة المستقلة للأندلس للنهوض بقيم التفاهم بين مختلف الثقافات والحضارات. وأوضحت سان خيرونس إيريرا في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء أن مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط التي أحدثت سنة 1998 في إشبيلية تتوخى تعزيز وترسيخ مبادئ السلام والتسامح والحوار والاحترام المتبادل وذلك بهدف النهوض بالتواصل بين الشعوب والثقافات في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وأبرزت في هذا الإطار أنه على الرغم من الظرفية الحالية التي تتسم بالأزمة الاقتصادية العالمية فإن مؤسسة الثقافات الثلاث عازمة على مضاعفة جهودها لتحقيق رسالتها النبيلة. ومن جهة أخرى، أشارت المديرة العامة لمؤسسة الثقافات الثلاث إلى أن العمل الذي تقوم به المؤسسة يتمحور حول ثلاثة مجالات رئيسية تهم المغرب - إسبانيا - الأندلس، ومنطقة الشرق الأدنى وحوض البحر الأبيض المتوسط خاصة بعد إحداث الاتحاد من أجل المتوسط. وفي هذا الصدد، أشادت سان خيرونس إيريرا ب"الالتزام" و"الرغبة الاكيدة" التي تحذو المغرب للمساهمة في تحقيق أهداف المؤسسة التي يوجد مقرها بجناح الحسن الثاني حيث كان مقر رواق المغرب في المعرض العالمي لإشبيلية. وبخصوص الندوة الدولية التي نظمتها المؤسسة يومي 29 و30 يونيو الماضي بإشبيلية بتعاون مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في الخارج تحت شعار " المغرب : المرأة والتحديات "، أكدت سان خيرونس إيريرا أن هذا اللقاء نجح في إظهار الصورة الحقيقية للمرأة المغربية وذلك عكس ما تتداوله وسائل الإعلام التي تربط بين المرأة والحجاب أو البرقع. وأبرزت المديرة العامة لمؤسسة الثقافات الثلاث، في هذا الاطار، التقدم الذي أحرزته المرأة المغربية خلال السنوات الأخيرة مشيدة بالتدابير التي اتخذتها الحكومة المغربية للنهوض بوضعية المرأة. وشددت على أن ما يؤكد ذلك انخراطها المتزايد في مجالات الشغل والاعمال والدور الذي تضطلع به في التنمية الفنية والثقافية في المملكة. وأضافت أن الحضور المتميز للسيد أندري أزولاي مستشار جلالة الملك الرئيس المنتدب لمؤسسة الثقافات الثلاث والسيد بنسالم حميش وزير الثقافة لأشغال هذه الندوة الدولية يعبر عن الإرادة الراسخة للمغرب للمضي قدما في مسلسل ترسيخ ثقافة المساواة. يذكر أن الندوة الدولية "المغرب : المرأة والتحديات" تم عقدها في إطار سلسلة الأنشطة الثقافية التي تنظمها مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الابيض المتوسط والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بتعاون مع الحكومة الأندلسية منذ شهر ماي الماضي تحت شعار "المغرب في ثلاث ثقافات". وقد مكنت هذه الندوة التي عالجت تطور مشاركة المرأة المغربية في عالم الشغل والأعمال التجارية ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية في المملكة من استعراض واقع المرأة المغربية "بعيدا عن الصور النمطية والأفكار المسبقة التي تتداولها في الكثير من الأحيان وسائل الإعلام". وتتوخى الأنشطة الثقافية التي تنظمها مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الابيض المتوسط تعزيز التقارب بين المجتمعين المغربي والإسباني وتقريب الجمهور من الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية في المغرب. وتتضمن هذه التظاهرة المخصصة للمغرب عرض أفلام مغربية ما بين شهر يونيو الماضي ويوليوز الجاري في إطار برنامج مؤسسة الثقافات الثلاث "سينما يوم الثلاثاء". وتعتبر مؤسسة الثقافات الثلاث منتدى تم إحداثه على أساس مبادئ السلام والتسامح والحوار ويتمثل هدفه الرئيسي في تعزيز التواصل بين شعوب وثقافات البحر الأبيض المتوسط. كما تعد مؤسسة الثقافات الثلاث التي أحدثت بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المستقلة للأندلس إحدى الهيئات الأكثر نشاطا في الفضاء الأورومتوسطي.