(من مبعوث الوكالة : جمال الدين بن العربي)- استطاعت مسرحية "من أجلهم" التي عرضت اليوم الأربعاء بمكناس، أن تجمع بين نص مستمد من أشعار مغربية وعربية، وأداء مسرحي يعانق قضايا مجتمعية. وطوال مدة عرض هذه المسرحية، التي قدمتها فرقة " الأكواريوم" (الرباط)، في إطار فعاليات الدورة ال 12 للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس، تم إحياء قضايا الحرية الفردية والعامة بأسلوب شاعري بعيد عن طرح الفكرة بشكل مباشر. وابتعدت المسرحية، التي تمت تأديتها بالمعهد الثقافي الفرنسي، عن الخطاب الفصيح، واستعاضت عنه بالإشارات الدالة على رؤية خاصة لواقع عاشته أجيال اهتمت أساسا بالحرية في كل أبعادها. ويستمد هذا العمل الإبداعي، الذي شكل استثناءا عن المسرحيات الأخرى باعتماده على الشعر في تركيب النص المجسد على الركح، مادته من نصوص شعراء وضعوا حياتهم رهن إشارة الوطن في اتجاه تيار رفض في فترة معينة الواقع المعيش. وتبرز المسرحية تصالح وطن مع أبنائه ومناضليه ومعتقليه الذين تجمع بينهم نقط مشتركة من قبيل السجن وحب الوطن والحرية بكل تجلياتها. وتجسد المسرحية فضاءا مغلقا على المستوى الهندسي يرمز للسجن، حيث تنفتح مخيلة الشاعرة والشاعر لينسجا كلمات ذات دلالات بالغة، تنفلت من الفضاء المغلق لتبحر في عوالم خارجية متخيلة. وفي تعليقه الأولي على هذه المسرحية، عبر الفنان المغربي محمد التسولي عن إعجابه بمستوى السينوغرافيا المنجزة في إطار هذا العمل الفني باعتبارها حملت رؤية جمالية. وأكد الفنان التسولي وجود تناسق بين مكونات السينوغرافيا من حيث الديكور والملابس والإضاءة والاكسسوار. ولاحظ بالمقابل انعدام النسقية في الخط الدرامي لهذا العمل الفني، مشيرا إلى أن النص اكتفى بالإشارات فقط. يشار إلى أن مسرحية "من أجلهم" من تأليف مجموعة من الشعراء المغاربة ومن العالم العربي، وإخراج نعيمة زيطان، والسينوغرافيا ليوسف العرقوبي، وشخصها مريم الزعيمي، ونورية بنبراهيم، وعادل أبا تراب، ومحمد العربي أجبار. وتشارك في المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى مسرحية "من أجلهم"، مسرحيات "أمر" لفرقة المحترف للثقافة والفن (سلا)، و"ماما ..تصبحي على خير" لفرقة" طقوس 4"، و"ناكر لحسان" لفرقة مسرح تانسيفت (مراكش)، و"أيام العز" لفرقة مناجم جرادة (جرادة)، و"حدائق عباد الشمس" لفرقة تياترو كوم (الرباط)، و"قصر البحر" لفرقة أبينيوم (شفشاون)، و"أبريد أقورار" لفرقة البديل المضيء (الخميسات)، و"الطابعان" لفرقة كان يا ما كان (مراكش)، و"حريمو" لفرقة برولوج (مراكش). وتتبارى هذه الفرق، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى للمهرجان، على جوائز هي الأمل، الملابس، وأحسن تشخيص ذكور، وأحسن تشخيص إناث، والسينوغرافيا، والتأليف، والإخراج. وتتكون لجنة تحكيم الدورة، التي يترأسها الفنان مولاي أحمد بدري، من عبد الرحمان بن زيدان وعبد الكريم برشيد، والهاشمي بنعمر (المغرب) وإبراهيم نوال (الجزائر) وهشام كفارنة (سورية) وعز الدين مدني (تونس).