أكد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار السيد صلاح الدين مزوار، اليوم الأحد بالرباط، أن قضية المرأة تشكل ركيزة أساسية في التوجهات الاستراتيجية الجديدة للحزب، بالنظر إلى دورها المحوري في المشروع الديمقراطي الحداثي الذي يسعى المغرب إلى إرسائه. وأوضح السيد مزوار، في ختام أشغال ندوة نظمها الحزب حول موضوع "تموقع المرأة في المشهد السياسي على ضوء الخطاب السياسي الجديد"، أن تأسيس هذا المشروع المجتمعي الطموح يمر حتما عبر ترسيخ ثقافة مجتمعية وحزبية تقر بمكانة المرأة في المجتمع وحقوقها المختلفة، وبالتالي موقعها المحوري في التنمية والعمل السياسي. وبعد أن دعا العنصر النسوي الى الاضطلاع بأدوار جديدة وبذل المزيد من الجهود من أجل توسيع المكاسب التي راكمها على درب إقرار المساواة وتكافؤ الفرص، انتقد السيد مزوار الوصاية التي يتم فرضها على المرأة من أجل اختزال أدوارها وتبخيسها. وأبرز أن هذه الندوة تندرج في إطار سلسلة من اللقاءات التي يعتزم الحزب تنظيمها في إطار السيرورة الجديدة للحزب الهادفة الى الانفتاح على مختلف الفئات الاجتماعية وعدم الاقتصار على المناسبات والمحطات الانتخابية، مشددا على أهمية إقرار الديمقراطية الداخلية وفتح المجال أمام النساء على مستوى التنظيمي من أجل أن تحتل النساء المواقع التي تليق بعطائهن ودورهن المجتمعي. من جانبهم، أوصى المشاركون في هذه الندوة، التي أطرها السيد محمد أوجار عضو المكتب التنفيذي للحزب، بأجرأة ما جاء في القانون الجديد للأحزاب في ما يتعلق بضرورة إدماج المرأة الفعلي والتام في الهياكل المسيرة للحزب، وذلك بنسبة لا تقل عن 25 في المائة. كما أوصوا بإدخال مفهوم "النوع " لدى وضع وتنفيذ برامج الحزب في جميع المجالات، وإشراك المرأة في كل أنشطته، وذلك على الصعيد المحلي والجهوي والوطني، وكذا إبراز المكتسبات الهامة التي حققتها المرأة وتشخيص المشاكل والعوائق التي لا تزال تعترض إسهامها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد. كما دعوا إلى تعزيز وتقوية مخطط واسترتيجية الدولة في ما يتعلق بمحاربة أمية النساء وتمدرس البنات، في الوسط القروي على الخصوص، وكذا تنظيم دورات تكوينية لفائدة المنتخبات التجمعيات، خصوصا في المجالس القروية، وذلك لمساعدتهن على آداء مهمتهن على أحسن وجه. واعتبارا للدور الهام الذي يضطلع به الاعلام في تكوين الرأي العام والتأثير عليه، طالب المشاركون بالاستعمال العقلاني والبيداغوجي لوسائل الاعلام، خصوصا منها السمعية والبصرية، لتوعية المجتمع بالدور الايجابي والبناء الذي تقوم به المرأة، في تحديث المجتمع. وعبرت التجمعيات المشاركات في الندوة عن تضامنهن مع المواطنات المغربيات المحتجزات في مخيمات تندوف، وتجندهن من أجل الدفاع عن القضية الوطنية ومشروع الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة.