أكد السيد أحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الخميس بالرباط، أن القدس الشريف يعد مفتاح السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره. وحذر السيد قريع في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال اجتماع الأممالمتحدة الإفريقي بشأن قضية فلسطين بالرباط، من المخاطر والتأثيرات السلبية لعدم تسوية ملف القدس، مهد الديانات وأرض الحضارات الإنسانية. كما أدان القمع الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية والسياسة التوسعية التي تنهجها، مبرزا أن إسرائيل تستمر في تحدي المنتظم الدولي وتجاهل قرارات الشرعية الدولية. وأشاد السيد قريع بالدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية والاهتمام بنصرة شرعية قيام دولة فلسطين، من خلال ترؤس صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجنة القدس، وكذا احتضان المغرب لمقر وكالة بيت مال القدس الشريف، إسهاما من المملكة المغربية في حماية الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة وتعزيز صمود أهلها. وفي رسالة الأمين العام الأممي بان كي مون، تلاها بالنيابة الأمين التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا السيد بدر الدفع، تمت الإشادة بالتقدم الملحوظ الذي عرفته مبادرة السلطة الفلسطينية لبناء الدولة، وذلك على الرغم من الاحتلال والظروف السياسية والاقتصادية، في المجالات الحيوية للأمن وسيادة القانون، داعيا إلى المضي قدما فيها. واعتبر الأمين العام الأممي أن المبادرة الفلسطينية التي تعد بمثابة عنصر مكمل للمفاوضات، تحظى بدعم قوي من المجتمع الدولي، مؤكدا على مواصلة العمل لوضع نهاية لاحتلال عام 1967 وللصراع، والمساعدة في تحقيق تسوية شاملة للصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدا على ضرورة أن تؤدي محادثات التقارب الفلسطيني الإسرائيلي إلى مفاوضات تعالج جميع قضايا الوضع الدائم. ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لتحقيق الحل القائم على دولتين وفقا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة والقانون الدولي، وبدعم من مبادرة السلام العربية. من جهته، أكد رئيس وفد اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف السيد زاهر تانين أن أي اتفاق لا يتضمن جعل القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية لن يؤدي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مبرزا أن أي اتفاق متفاوض عليه بشأن وضع القدس يجب أن يتضمن أحكاما مكفولة دوليا لضمان حرية الدين والضمير لسكان المدينة. وشدد على ضرورة دعم المجتمع الدولي محادثات القرب الجارية عن طريق تشجيع فلسطين وإسرائيل، على اتخاذ الخطوات اللازمة لبناء الثقة والاطمئنان المتبادلين من أجل الشروع في مفاوضات مباشرة بشأن جميع المسائل المعلقة. وأضاف أن أعضاء اللجنة يواصلون العمل من أجل إنهاء عقود الاحتلال وتحقيق حل الدولتين، وذلك بإنشاء دولة فلسطين مستقلة ومتصلة جغرافيا وقابلة للبقاء، على أساس حدود 1967، عاصمتها القدسالشرقية، تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل. ويعرف الاجتماع، الذي يتناول على مدى يومين موضوع " تعزيز دعم الدول الإفريقية لتشجيع إيجاد حل عادل ودائم لقضية القدس"، مشاركة ممثلي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، ومنظمات حكومية، وهيئات تابعة لمنظومة الأممالمتحدة، والمجتمع المدني. ويهدف اللقاء الأممي بشأن فلسطين، إلى تعزيز مساندة والتزام المجتمع الدولي، خاصة الدول الإفريقية، لفائدة إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، طبقا للقرارات الأممية ذات الصلة، ومناقشة وضعية المدينة المقدسة، ورمزيتها الدينية والثقافية، والمكانة المركزية التي تحتلها في أي حل للنزاع العربي الإسرائيلي. وتعد اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، التي أنشئت سنة 1975 بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، آلية للدفع بإعمال حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وإذكاء الوعي بقضية فلسطين على الصعيد الدولي، وحشد الدعم والمساعدة الدوليين للشعب الفلسطيني، كما تعمل من أجل التوصل إلى تسوية سلمية لقضية فلسطين، فضلا عن تنظيم مؤتمرات في جميع أنحاء العالم.