يكرم مهرجان كناوة وموسيقى العالم اليوم الجمعة الفنانة سعدية بيرو التي فقدتها الساحة الفنية المغربية مطلع أبريل الماضي، وذلك بتنظيم معرض فني على هامش الدورة ال`13 لهذه التظاهرة، يحمل عنوان "الأثر والذاكرة". وسيستمر المعرض ، الذي تنظمه جمعية موغادور ومندوبية وزارة الثقافة و" أ 3 للتواصل" ببرج مراكش ، إلى غاية 25 يوليوز المقبل. وتم اختيار عنوان المعرض "الأثر والذاكرة"، وفاء لذاكرتها، وهي التي احتفلت بها عبر لوحاتها، مناصرة للهوية وللجمال، مدافعة عن البيئة، مستندة على تجربتها المتنوعة والمتشبعة في الآن ذاته بالثقافة المغربية والعالمية. لم يمهلها القدر أن تحضر هذا المعرض الذي كانت تستعد لإقامته في غضون السنة الجارية، إلا أنها ورغم المرض استطاعت أن تكمل منجزها الفني بل ووقعت كل اللوحات، هذا المعرض الذي تنطق كل لوحة فيه بالهم الذي لازمها طويلا والمتمثل في تقصي أثر الذاكرة، واستكناه معالم الطريق وعبور الأمكنة والأزمنة، ولماذا لا الحلم في كل تجلياته الجمالية. وتستدعي طبيعة لوحات سعدية بيرو المعروضة في هذا الرواق قراءة من نوع مختلف لما تحمله من طاقة روحية كبيرة تنهل منها الفنانة عناصر إبداعاتها رغبة في هزم القبح وما يحيل عليه من اللاتناسق، وبالتالي رغبتها في الانفتاح على عوالم داخلية مبهرة ومثيرة في الآن ذاته. لوحات تحمل أسماء ، بل هي عناوين لمشروع كبير وحالم " أثر ..طاقة ...عناصر..إقامة .. جنوب.." وهي عناوين تمنح إمكانية بوح بلغة تشكيلية مسائلة بالأساس ولكن مع وضوح في الهدف .. ثقافة كونية جمالية يكون منطلقها ومنتهاها الصويرة. وفي كلمة بمناسبة افتتاح المعرض، الذي حضره بالخصوص السيد أندري أزولاي مستشار جلالة الملك، قال السيد عبد الرحيم البرطاي المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بالصويرة إن المدينة تكرم سعدية بيرو وفاء لها، و"الوفاء قيمة من قيم كناوة". وأضاف أنها "كانت في خدمة البيئة واللقاء والتواصل والتلاقح وقنطرة بين الصويرة والعالم" لهذا لم تتوان في البحث والتنقيب عن الآثار المشتركة للذاكرة الجماعية للإنسانية مشاركة من موقعها كفنانة ملتزمة في تعزيز القيم الكونية الكامنة في احترام الآخر والتسامح والسلام. وكانت سعدية بيرو أيضا، حسب المندوب الإقليمي، "قريبة من الصويرة وتعشقها إلى درجة الجنون". أما الناقد ورئيس تحرير مجلة "أرت أبسولو" باسكال أميل، فاعتبر أن الفن بالنسبة للراحلة ليس إلا شهادة عن الزمن الممتد الذي يعبر العالم، والإنسان ليس إلا الوعاء المطلق أو مرآة لهذا الفن. من الصويرة التي ازدادت فيها سنة 1963، وحيث نظمت أول معرض فردي لها هاجرت إلى فرنسا لتلتحق كمستمعة حرة بمدرسة فنون الديكور بستراسبورغ، اجتازت بعدها مباراة الدخول لمدرسة الفنون الجميلة بميلوز سنة 1987 ودرست تقنيات الفنون الحديثة إلى غاية سنة 1990. كانت سعدية بيرو عضوا بالرابطة الجمعوية للفن الشاب بألمانيا، ومؤسسة جمعية أكال (الأرض) للفن في خدمة البيئة سنة 2004 واختارتها لجنة دولية لتمثل المغرب في أولمبياد الفنون التشكيلية (أرتياد) بأثينا سنة 2004 عن مشروعها الفني "الهجرة، التهجير والدياسبورا"، ونظمت معارض فردية وجماعية بالمغرب وخارجه.