في إطار أنشطتها الثقافية تنظم جمعية ودادية ساحة الفنانين الدورة الثانية لمهرجان «ورشان سلام الملحون» ما بين 8 و01 مايو 9002 بشراكة مع جمعية الصويرة موكادور، وبتنسيق مع عمالة وبلدية الصويرة ومندوبية الثقافة ومؤسسة الصويرة موكادور للفنون والثقافة والتراث. ويندرج هذا المهرجان ضمن خرائطية ثقافية بالمدينة، التي راهنت على البعد التراثي والمحتوى الحضاري لكل تنمية محلية شاملة ومندمجة، فقد ارتاى المنظمون أن يجعلوا من هذا الحدث الفني تقليدا سنويا للمصالحة مع الجذور وتعميق الحوار والتفكير حول المسألة التراثية بكل روافدها وقيمها المجتمعية والحضارية، لهذا ستتميز فعاليات الدورة الثانية ببرنامج فني متعدد ومتنوع يشمل ندوات فكرية وعروضا موسيقية ومعارض فنية، حيث سيتم تكريم الفنانة والمنشطة ماجدة اليحياوي، التي ساهمت على المستوى الإبداعي والإعلامي في تحيين فن الملحون وإشعاعه وضمان تداوليته داخل الأوساط الثقافية والفنية بالمغرب من خلال برنامجها التلفزي «شذى الألحان» بوصفه نافذة لاكتشاف ما يزخر به الربرتوار الموسيقي بالمغرب من غنى التجارب الفنية بمختلف ذاكرتها النصية وقيمها المرجعية. حول هذه الدورة الثانية، صرح لنا الفنان والباحث التراثي مصطفى خليل مدير المهرجان بأن هذا الحدث التراثي يشكل حلقة فريدة من نوعها داخل المشهد الثقافي بالصويرة، تنضاف إلى سجل المهرجانات الفنية التي تشهدها المدينة على مدار السنة، وهي حلقة تطمح الى تعزيز ميثاق التلقي التفاعلي بين الملحون وعشاقه ومريديه مع الحفاظ على ثروته الثقافية والرمزية، كما أن هذا المهرجان من منظوره يعتبر فرصة سانحة لمد جسور التواصل والحوار بين مختلف الشيوخ والمنشدين داخل مدينة الصويرة وخارجها، حيث يتم ولأول مرة عرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تخلد لرموز الملحون ورواده، كما سيتم تنظيم سهرة فنية صحبة ليلى المريني ومنشدات فاس، مكناس، سلا، تطوان وآسفي، الى جانب إحياء حفلات الإيقاعات الحمدوشية بمشاركة عبد الرحيم العمراني وفريدريك كالماس وزيارة الزاوية العيساوية، والاحتفاء بالأذكار والفنون الروحانية على إيقاع طرب الكلام. من المعالم البارزة لهذه الدورة إقامة معرض تشكيلي بصيغة المؤنث يضم الأعمال الفنية لصفوة من المبدعات التشكيليات، اللواتي رسخن حضورا متميزا داخل الساحة الفنية المغربية بتجاربهن التي تنفتح أداة ورؤية على السجلات التعبيرية التشخيصية والتجريدية ونخص بالذكر فوزية كسوس، صبيحة القدميري، نجاة مفيد،النحاتة مصلوحي آمنة، فاطمة الكبوري، السعدية بيرو، نادية اوشاطر، أمينة بوخبزة وزارو، بالإضافة الى عرض مجموعة من الدمى التي توثق لنماذج الأزياء التاريخية المغربية العريقة. يقول بهذا الخصوص مندوب المعرض الفنان حسن الشيخ، إن هذا المعرض الفني يحتفي بكل ما حققته المرأة المغربية من حقوق ومكتسبات، خاصة في ضيافة الممارسة الفنية وذلك انسجاما مع محور الدورة الثانية، الذي ينصب حول تكريم المرأة وتسليط الضوء على موقعها الاعتباري داخل منظومة الملحون كمصدر إلهام للشعراء الزجليين وجماعة المنشدين. المعرض أيضا يرسخ ثقافة الحوار بين الأجناس التعبيرية بمختلف طرائقها الأسلوبية ومسالكها الفنية.