اتفقت الحكومة الفرنسية والمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على إحداث آلية للقيام بتتبع إحصائي ورصد عملي للأعمال المعادية للإسلام والمسلمين بفرنسا في ضوء تصاعد ظاهرة كراهية الإسلام في فرنسا . وقد تم توقيع اتفاق-إطار بهذا الخصوص اليوم الخميس بباريس,من قبل السيدين بريس هورتفو وزير الداخلية والأراضي الفرنسية في ما وراء البحار والهيئات المحلية المكلف بالديانات,ومحمد موساوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. وقال السيد موساوي،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب حفل توقيع هذا الاتفاق الإطار,إن الأعمال المعادية للإسلام كانت تصنف بطريقة إجمالية ضمن الأعمال العنصرية،مشيرا إلى أن الهدف من وضع مثل هذه الآلية هو رصد الأعمال المعادية للإسلام ووصمها بهذه الصفة. وأكد أن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية سيقوم هو الآخر بإحصاء مثل هذه الأعمال حسب ما ما يتوفر عليه من وسائل. وأضاف أن الاتفاق-الإطار ينص أيضا على عقد اجتماعات كل ثلاثة أشهر بين الوزارة والمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بهدف التنسيق بين الاحصائيات التي يتوفر عليها الطرفان. وفي معرض إشادته بهذه الاتفاقية،أشار السيد موساوي في بلاغ بهذا الخصوص،إلى أنها تشكل "تقدما هاما وخطوة أولى بالنسبة لمسلمي فرنسا في مجال تتبع الأعمال العنصرية والمعادية للإسلام والمسلمين". ويمثل إجراء من هذا القبيل،وفقا للسيد موساوي،"أفضل ضمانة لرصد واقع ظاهرة ليس بمقدور السلطات العمومية ولا ممثلي المسلمين بفرنسا معالجتها". وأضاف البلاغ أن التوقيع على هذا الاتفاق-الإطار هو أيضا نتيجة ل"حوار هادئ ويسوده الاحترام بين السلطات العمومية والجهاز الممثل للديانة الإسلامية بفرنسا". وتابع أن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية جدد أيضا طلبه بتكليف لجنة برلمانية لتقصي الحقائق بالبحث في تنامي ظاهرة كراهية الإٌسلام،مؤكدا أن هذه اللجنة ستجد سندا كبيرا لها في هذه الاتفاقية-الإطار. وأوضح السيد موساوي في تصريحه لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه استنادا إلى آراء المتخصصين والمسؤولين في الإدارة الترابية والمجتمع المدني،فإن من شأن مهمة من هذا النوع أن تساعد على فهم دوافع الأعمال المعادية للإسلام وتأثيرها على المواطنين المسلمين،وإًصدار مقترحات وحلول للحد من مثل هذه الأعمال. وعلى صعيد آخر،وجه المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية نداء لجميع المواطنين الفرنسيين المناصرين للسلم والعدالة من أجل تظافر جهودهم لمحاصرة ظاهرة اللاتسامح والانغلاق في الهوية .