قال الحاج التهامي ابريز رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا، وعضو المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (يرأسه دليل بوبكر مدير مسجد باريس) إن وزير الداخلية ساركوزي أكد تشبثه بمعارضته لسن قانون يمنع المتحجبات من ولوج المدارس العمومية. وأضاف في تصريحات خاصة لالتجديد أن اللقاء الأخير المنعقد مع الوزير المذكور يوم الأحد 12 أكتوبر أسفر عن اتفاق يقضي بوضع غطاء خاص بدل الحجاب في شكله المعروف. وأوضح رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية أن جهات مغرضة ومعادية للوجود الإسلامي بفرنسا تركب موجة النقاش حول الحجاب للنيل من صورة الإسلام والمسلمين في العاصمة باريس. لمزيد من التفاصيل هذا نص الحوار القصير مع الحاج التهامي ابريز: التقى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يوم الأحد 12 أكتوبر مع السيد وزير الداخلية ساركوزي، كيف دار اللقاء وما هي نتائجه؟ جاءت زيارة وزير الداخلية على إثر انعقاد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وهى تعبير عن دعم الوزير وتواصله مع ممثلي الديانة الإسلامية، ولا يخفى أن وزارة الداخلية هي مكلفة أيضا بالعلاقة مع الأديان، وبعد تبادل وجهات النظر حول القضايا التي تهم الوجود الإسلامي في فرنسا، في جو من الصراحة والاعتدال، أكد الوزير تشبثه بموقفه الأول المعارض لسن قانون يمنع المتحجبات من ولوج المدارس العمومية، وقد تقدم وزير الداخلية بمقترح توفيقي يتم بموجبه استعمال حجاب خفيف Bandana (باندانا). تعرض موقفكم من الحجاب لتشويه إعلامي، وبادرتم إلى التصحيح، لماذا هذه الضجة الإعلامية لماذا يقصد التشويه أحيانا؟ بعد أن تم الاعتراف بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، سعت بعض الجهات المغرضة المعادية للوجود الإسلامي، الذي أصبح منظما ومعترفا به، لركوب موجة الحجاب للنيل من صورة الإسلام والمسلمين، وصرف الأنظار عن هذا المكسب الكبير لكل المسلمين في فرنسا. هل يشعر المجلس بأنه مستهدف من جهة ما، وما الخطوات التي يقوم بها لمواجهة التهجمات؟ كثير من الجهات لم تستسغ الاعتراف بالديانة الإسلامية ولذلك تشن عليها حملة تشويهية منظمة. والذي يهمنا هو تماسك واستقرار المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية من داخله وتضامن أعضائه للدفاع عن القضايا الكبرى التي تهم الوجود الإسلامي في فرنسا وذلك من خلال مبدإ التشاور والحوار والتواصل مع المهتمين بالشأن الإسلامي في فرنسا. طرد الفتيات المحجبات رغم قلة عددهن أصبح ساري المفعول، ما هو موقف السلطات الفرنسية في التعليل، ولما يجري الطرد رغم عدم وجود قانون مانع مع العلم أن قرار مجلس الدولة لا يمنع ارتداء الحجاب في المدارس؟ مثل هذه الأعمال الاستفزازية المخالفة لقوانين الجمهورية ومبدإ العلمانية وقرارات مجلس الدولة الفرنسي، تشكل ضغطا يراد به دفع صناع القرار في فرنسا لسن قانون يمنع المتحجبات من ولوج المدارس العمومية. كما يراد من ورائها استثارة مشاعر المسلمين لدفعهم للقيام بأعمال غير مسؤولة ولا يسمح بها القانون. ومهمتنا هي توجيه المسلمين وتحصينهم من أي انزلاق، لكي نبقى مدافعين عن أنفسنا في إطار الشرعية. هناك الكثير من النساء المسلمات لا يلبسن الحجاب في العالم كله وفي فرنسا، ماذا يقول الاتحاد لهؤلاء النسوة؟ عدم لبس المسلمة للحجاب لا ينقلها عن الملة، ويجب مع ذلك الرفق بها ولا يقبل إكراهها على ارتدائه. تحول النقاش من الحجاب إلى نقاش حول الإسلام وفرنسا، وهناك من يميز بين الإسلام في فرنسا وإسلام فرنسا، وهؤلاء يبنون تمييزهم على معطيات إحصائية عن المجالس الجهوية للمجلس الفرنسي للديانات. فيما يتعلق بشعار إسلام فرنسا الذي يراد به مواجهة الإسلام في فرنسا نتصور أن المسميات لا تغني عن حقائق الأمور، فلا مشاحة في الاصطلاح، ولذلك نتصور أن تطبيق الإسلام في هذه البلاد ينبني على دعائم منها: مراعاة البعد الثقافي للبلد، وخاصة مبدأ العلمانية، باعتبار العلمانية ثابت من ثوابت المجتمع والذي يمنح مسلمي فرنسا حق ممارسة شعائر دينهم. عدم التقيد بمدرسة فكرية أو فقهية معينة. وهدفنا الأخذ بأيسر الآراء الفقهية ضمن المذاهب المعتبرة لتيسير التدين لدى مسلمي فرنسا. التفريق بين ما هو من التقاليد وما هو من صلب الدين. مراعاة التمسك بالدين إلى الحد الذي يسمح به القانون. استعمال مبدإ الرخصة لاجتناب الاصطدام مع قوانين البلد. وتعميق فقه الأقليات فهما وتطبيقا. ترسيخ علاقة الإسلام بمحيطه وعدم تبعيته للخارج لضمان استقلاليته. حسن السرات