وقع عمدة مدينة ستراسبورغ (شمال شرق فرنسا) السيد رولان رييس ورئيس المجلس الجهوي للديانة الإسلامية بمنطقة الألزاس السيد إدريس عيشور، أول أمس الأربعاء، اتفاقية تتعلق بإحداث مقبرة لدفن موتى المسلمين بستراسبورغ. "" ويعتبر إحداث مقبرة للمسلمين، التي ستخضع للتدبير العمومي، بحاضرة الألزاس سابقة بفرنسا. وقد تم تكييف قواعد هذه الاتفاقية، التي وقعها أيضا رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية السيد محمد الموساوي، مع نظيراتها المعمول بها حاليا بالنسبة للديانات الأخرى.وهي قواعد تذكر بالخصوص بأن صيانة المقابر تبقى على عاتق الأسر. ويندرج إحداث هذه المقبرة في إطار الحرص المزدوج للسياسة التي تنهجها مدينة ستراسبورغ في مجال المساواة في معاملة الديانات. وفي معرض تدخله بهذه المناسبة، وصف السيد الموساوي هذا الحدث بالتاريخي بالنسبة للجالية المسلمة المتواجدة بألزاس-موزيل والجالية المقيمة بفرنسا بأكملها مشيدا بدور السيد رييس "الذي بدونه لم يكن هذا المشروع ليرى النور". وقال إن إحداث مقبرة للمسلمين تخضع للتدبير العمومي، يشكل "حدثا سيبقى راسخا في ذاكرتنا للأبد"، منوها في هذا الصدد بالعمل الذي قام به المجلس الجهوي للديانة الإسلامية بمنطقة الألزاس من أجل تجسيد هذا المشروع. وبعد أن كشف أن غياب فضاءات مخصصة لدفن موتى المسلمين داخل المقابر يعد "انشغالا كبيرا" بالنسبة للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، عبر السيد الموساوي عن ارتياحه لكون بلدية ستراسبورغ تعمل منذ 2008 عبر القانون المحلي على السهر بشكل دقيق على ضمان معاملة الديانة الإسلامية على قدم المساواة مع الديانات الأخرى. ونوه رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أيضا ب"هذه الالتفاتات القوية والرمزية" إزاء الجالية المسلمة بستراسبورغ وضواحيها، ملاحظا أن هذه الالتفاتات كفيلة بتقوية روح التعايش والانسجام الاجتماعي سيما و"أننا نواجهه أكثر فأكثر عمليات خلط ينجم عنها مس بصورة الإسلام والمسلمين". واعتبر أن هذه الظواهر التي ينسبها البعض للإسلام، تساهم ، مع الأسف ، في تغذية التوترات والنقاشات التبسيطية والمنحازة، والتي تدل على معرفة سطحية عن الإسلام السمح، مشددا على "ضرورة مواجهة هذا الخلط المرفوض والمغرض وإدانة كل الأعمال العنصرية والمعادية للسامية. ودعا في هذا السياق إلى "تشجيع الحوار وتبادل الأفكار مع الآخرين لأنه يعد أفضل دفاع ضد الجهل والسخافة"، مسجلا أنه "يوم عظيم ذلك الذي نعيشه اليوم"، وأنه "لدينا مثال جيد لحوار هادئ وسلمي ومحترم بين الجالية المسلمة لستراسبورغ والسلطات المحلية". ومن جهته، وصف السيد رولاند ريس التوقيع على اتفاقية إحداث مقبرة للمسلمين وتدبير الفضاءات المخصصة لدفن المسلمين بين مدينة ستراسبورغ والجالية المسلمة "بالحدث الخاص الذي يكتسي أهمية خاصة". وقال إن "هذا الحدث هو ترجمة لالتزام تعهدت به سنة 2008 للوصول إلى مساواة في التعامل بين الأديان الكبرى بستراسبورغ، وبشكل خاص الديانة الإسلامية". وأكد عمدة ستراسبورغ أنه كان يأمل دائما في أن يجعل الديانة الإسلامية تحتل مكانة لائقة بين باقي الأديان الكبرى"، ملاحظا أن إحداث مقابر للمسلمين كان طلبا قديما تحقق اليوم بشكل كامل. ويشكل المسلمون 10 في المائة من مجموع ساكنة ستراسبورغ. تصريح لمساعدة عمدة ستراسبورغ