استنكرت شخصيات سياسية ودينية وجمعوية واقعة الاعتداء على خمسين قبرا للمسلمين في مقبرة مينو قرب المسجد التركي السلطان أيوب بستراسبورغ ليلة الأحد / الاثنين. وأدان الرئيس الفرنسي جاك شيراك، من جهته، هذه الأفعال العنصرية بشدة من خلال رسالة قرأها وزير الداخلية الفرنسي دومينيك دو فيلبان عقب الحادث، معبرا عن تضامنه مع عائلات المسلمين، ومشيرا أيضا إلى أن "التسامح هو إسمنت لمجموعتنا الوطنية". وعقب الواقعة العنصرية بادر مسلمو فرنسا لتأسيس مرصد وطني للإسلاموفوبيا إسوة بالمبادرات الأخرى في هذا الصدد، وصرح رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، دليل بوبكر، لصحيفة لوفيغارو أمس الأربعاء، أن هذه الأفعال "ليست عنصرية تجاه المغاربة، وإنما هي مخاوف من الإسلام تنال من تدين المجموعة المسلمة بفرنسا". وقد طالب الأستاذ عبد الحق نبوي، رئيس المجلس المحلي للديانة الإسلامية بستراسبورغ، السلطات العمومية بتكثيف تحركاتها لمراقبة وحفظ أماكن عبادة المسلمين، كما نبه في مقالات سابقة (نشرت بموقع أمة . كوم)، إلى قلق المسلمين من تنامي أجواء الكراهية نحو المسلمين لقيام عناصر مجهولة بسلسلة أعمال العنف، إما بحرق المنازل أو المساجد أو قتل بعضهم. ويأتي هذا الاعتداء، حسب مقال نشره موقع سفير أنفو . نيت الفرنسي، بعيد احتفال فرنسا بالذكرى الستين لتحريرها من النازية الألمانية. وبينت التحريات الأولية أن الفاعلين ينتمون إلى ما يسمى بالنازيين الجدد، حسب ما دلت على ذلك كتابة الحروف الأولى لأدولف هتلرHH pour Heil Hitler في أحد الجدران خلف أحد القبور، مع عبارات تهدد بقتل رئيس المجلس المحلي للديانة الإسلامية بستراسبورغ، عبد الحق نبوي، ورئيس المجلس المحلي للألزاس، أدريين زيلير. وقرر وزير الداخلية دو فليبان، حسب صحيفة لوموند الفرنسية لأول أمس، تكوين لجنة للديانات ضد اللاتسامح، بعدما عرضت مجموعة من الأفعال العنصرية التي ذهب ضحيتها مسلمون ويهود وأماكن للعبادة، وقد عهد إلى اللجنة بحث الوسائل الكفيلة للحد من تكرار مثل هذه الأحداث العنصرية. وانتقد فؤاد علوي، الناطق الرسمي باسم المنظمات الإسلامية بفرنسا، في قناة أوروبا (1) تأخر تحرك السلطات العمومية للقبض على الجناة، في مقابل تحركها السريع في حادثة مقتل اليهودي بباريس، وهو الرأي نفسه الذي أشارت إليه نادية بنعثمان في التحامل الإعلامي والتعامل السياسي لبعض المسؤولين الفرنسيين مع قضايا العنف التي مست اليهود والمسلمين، إذ سارعت السلطات الأمنية إلى حي المغاربة إثر الفعل لإجرامي الذي مس كنيسا يهوديا قبل أن يتضح أن الفاعل هو شاب يهودي مجهول الهوية. وأفادت صحيفة لوموند أن إجراءات التحقيق القضائي أخذت طريقها في محاولة للكشف عن الفاعلين، مذكرة بأن مقابر يهودية قد سبق أن تعرضت هي الأخرى لمثل هذه الاعتداءات. وتحوم شكوك حول الفاعلين الحقيقيين للاعتداءات الموجهة نحو المسلمين واليهود معا في فرنسا، وسط أجواء غير سليمة ومليئة بالضبابية وانعدام الثقة، وترويج وجود تقرير صهيوني تدعو من خلاله الوكالة اليهودية اليهود الفرنسيين للهجرة إلى فلسطين خوفا على أمنهم ومستقبلهم من معاداة السامية، وتذهب بعض التفسيرات إلى دخول عنصر ثالث غير واضح يسعى لإشعال الفتيل بين المسلمين واليهود في فرنسا لضرب أكثر من عصفور واحد بحجر واحد. ع.لخلافة