أفادت المندوبية السامية للتخطيط أن ظاهرة تشغيل الاطفال بالمغرب سجلت تراجعا كبيرا منذ سنة 1999 . وأوضح بلاغ للمندوبية في الموضوع ،أن المغرب سجل تقدما في مجال مكافحة تشغيل الاطفال بفضل ما تحقق في ميدان تعميم الولوج الى التمدرس مبرزا أن تخليد اليوم العالمي لمكافحة تشغيل أطفال الذي شرعت منظمة العمل الدولية في الاحتفاء به منذ 2002 والذي يصادف يوم 12 يونيو من كل سنة يروم إثارة الانتباه إلى حجم ظاهرة تشغيل الاطفال بالعالم والجهود التي يجب بذلها للتصدي لهذه الظاهرة . وذكرت المندوبية بمناسبة تخليد هذا اليوم تحت شعار "السعي نحو الهدف :هدف إنهاء تشغيل الأطفال "بمعطيات البحث الوطني الدائم حول التشغيل ،الذي يشمل سنويا عينة تتكون من 60 ألف أسرة تمثل مجموع التراب الوطني والفئات الاجتماعية مما يسمح بتتبع تطور وخصائص تشغيل الأطفال . ويستشف من معطيات هذا البحث ،أن تشغيل الاطفال المتراوحة أعمارهم بين 7 وأقل من 15 سنة ،بلغ سنة 2009 ما مجموعه 170 ألف طفل ،أي بنسبة 4ر3 في المائة من مجموع الاطفال الذين ينتمون إلى هذه الفئة العمرية . وتابعت المندوبية ،أن عدد الأطفال المشتغلين بالوسط الحضري بلغ سنة 2009 ما مجموعه 19 ألف طفل مما يمثل 7ر0 في المائة مقابل 5ر2 في المائة سنة 1999 ،من الاطفال الحضريين البالغين من العمر ما بين 7 وأقل من 15 سنة . وأضاف البلاغ ،أن هذا العدد بلغ بالوسط القروي 151 ألف طفل مما يمثل 4ر6 في المائة مقابل 2ر16 في المائة سنة 1999 . ويستنتج من هذه المعطيات ،أن تسعة أطفال مشتغلين من بين كل عشرة ( 89 في المائة) يقطنون بالوسط القروي وهو ما يبين أن تشغيل الاطفال بالمغرب ظاهرة قروية بامتياز . وأشار البلاغ إلى أنه وعلى المستوى السوسيوديمغرافي ، فإن 6 من أصل 10 أطفال مشتغلين هم من الذكور مبرزا أن هذه النسبة تنتقل من 9ر55 في المائة بالوسط القروي إلى 3ر83 في المائة بالوسط الحضري . ومن جهة أخرى فإن 6ر16 في المائة من الاطفال يشتغلون موازاة مع تمدرسهم و 1ر56 في المائة غادروا المدرسة بينما لم يسبق ل 3ر27 في المائة منهم التمدرس . ويتمركز تشغيل الاطفال في قطاعات اقتصادية محددة ،حيث يشغل قطاع الفلاحة والغابة والصيد مثلا قرابة 5ر93 في المائة من الاطفال المشتغلين بالوسط القروي، فيما يشغل قطاع الخدمات 9ر43 في المائة من الاطفال، وقطاع الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية 4ر36 في المائة من الاطفال بالوسط الحضري . وبحسب الحالة في المهنة ،كشفت المندوبية أن كل 9 أطفال مشتغلين بالوسط القروي من 10 هم مساعدون عائليون . أما بالوسط الحضري، فإذا كان حوالي نصف عدد الأطفال يعملون كمتعلمين (3ر48 في المائة) ونسبة المساعدين العائليين تقارب الربع( 2ر23 في المائة) فإن طفلا من كل أربعة أطفال يعمل كأجير( 6ر24 في المائة).