على هامش تنظيم يوم دراسي حول موضوع "الأطفال في وضعية صعبة: أبعاد الإشكالية وبرامج الإدماج" بالرباط يوم 19 يونيو الجاري، صدر تقرير إخباري عن المندوبية السامية للتخطيط، متضمنا بعض المعطيات حول ظاهرة تشغيل الأطفال بالمغرب والتقدم النسبي الذي أحرزه المغرب في مجال مكافحة هذه الآفة بفضل ما تحقق في ميدان تعميم الولوج إلى التمدرس. وتوفر هذه المعطيات، التي تمكن من تتبع تطور وخصائص تشغيل الأطفال، البحث الوطني الدائم حول التشغيل، الذي ينجز سنويا لدى عينة تتكون من 000 60 أسرة تمثل مجموع التراب الوطني والفئات الاجتماعية، وهكذا يتبين من خلال معطيات هذا البحث أن عدد الأطفال المشتغلين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 وأقل من 15 سنة بلغ، سنة 2009، 000170 طفل، أي 3,4% من مجموع الأطفال الذين ينتمون إلى هذه الفئة العمرية. وقد عرفت هذه الظاهرة تراجعا كبيرا منذ 1999، حيث بلغ عددهم خلال هذه السنة 000517 طفل مشتغل وهو ما يمثل نسبة 9,7% من مجموع هذه الشريحة العمرية. خلال سنة 2009، بلغ عدد الأطفال المشتغلين بالوسط الحضري 000 19 طفل أي 0,7%، مقابل 2,5% سنة 1999، من الأطفال الحضريين البالغين مابين 7 وأقل من 15 سنة. أما بالوسط القروي فقد بلغ هذا العدد 000151 طفل أي ما يمثل 6,4%، مقابل 16,2% سنة 1999. وهكذا يستنتج أن تسعة أطفال مشتغلين من بين كل عشرة (89%) يقطنون بالوسط القروي وهو ما يبين أن تشغيل الأطفال بالمغرب ظاهرة قروية بامتياز. فيما يخص الخصائص السوسيوديموغرافية للأطفال المشتغلين، فإن 6 من 10 أطفال مشتغلين هم ذكور. وتنتقل هذه النسبة من 55,9% بالوسط القروي إلى 83,3% بالوسط الحضري. من جهة أخرى، فإن 16,6% من الأطفال يشتغلون موازاة مع تمدرسهم و 56,1% غادروا المدرسة بينما لم يسبق ل 27,3% منهم التمدرس. ويتمركز تشغيل الأطفال في قطاعات اقتصادية محددة. وهكذا فإن قطاع "الفلاحة والغابة والصيد" يشغل قرابة93,5% من الأطفال المشتغلين بالوسط القروي. أما بالوسط الحضري، فإن قطاعي "الخدمات" (43,9%) و"الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية" (36,4%) يعتبران أهم القطاعات المشغلة للأطفال. حسب الحالة في المهنة، فإن كل 9 أطفال مشتغلين بالوسط القروي من بين 10 هم مساعدون عائليون. أما بالوسط الحضري، فإذا كان حوالي نصف عدد الأطفال يعملون كمتعلمين (%48,3)، ونسبة المساعدين العائليين تقارب الربع (%23,2)، فإن طفلا من كل أربعة أطفال يعمل كأجير(24,6%). جدير بالذكر، أن لقاء 19 يونيو الجاري، يندرج في إطار التحضير للمناظرة المتوسطية: "الأطفال في وضعية صعبة وأطفال الهجرة السرية"، التي ستلتئم من 21 إلى 23 أكتوبر المقبل بطنجة، ويتضمن برنامج هذا اليوم الدراسي، المنظم بتعاون بين وزارة التربية الوطنية وسلسلة "المعرفة للجميع"، عددا من المداخلات منها عرض "أطفال الشوارع: قراءة في واقع الظاهرة وأشكال التدخل لعلاجها" لأحمد بوزيان (قسم علم الاجتماع بكلية الآداب بفاس) و"فرصة ثانية لإدماج الأطفال في وضعية صعبة" لمحمد بيدادة (مديرية التربية غير النظامية بوزارة التربية الوطنية) و"مدى فعالية المجتمع المدني في مواجهة الوضعيات الصعبة للأطفال" لعبد المقصود الراشدي (جمعية الشعلة بالدار البيضاء)، و"الحماية القانونية للأطفال والقاصرين المهاجرين سريا" لعبد الخالق أحمدون (كلية الحقوق بطنجة)، كما تنظم موائد مستديرة حول "البعد القانوني الحقوقي" و"البعد الاجتماعي النفسي" و"البعد التربوي- الإدماجي" قبل عقد ثلاث جلسات عامة ختامية لعرض ومناقشة نتائج أشغال هذه الموائد.