كان جمهور مهرجان فاس للموسيقى العريقة مساء أمس الخميس على موعد مع عرض موسيقي أحياه العازفان الهندي فيجاري غايت والبريطاني تالفين سنيغ،تميز بالمزج بين آلات تقليدية وحديثة واستعمال تقنية الرقميات. وقد تميز هذا الحفل الفني،الذي عزف خلاله العازفان فيجاري غايت وتالفين سنيغ على آلتي طبلة واحدة أصيلة تقليدية والأخرى إلكترونية،رفقة فرقتهما المكونة من عازفين على آلات السيتار والقيثارة والأورغ والقانون بتقديم عروض موسيقية تعكس الحضور القوي للمقدس والتراث الثقافي في المجتمع الهندي. كما يبين الحفل كيف أن فني "الجاز" و"الروك " امتزجا منذ اللقاء التاريخي بين الفنانين رافي شانكار وجرج هاريسون في الستينات بالممارسات الموسيقية في شبه القارة الهندية . ويعتبر العازف الهندي فيجاري غايت نموذجا لجيل جديد من فناني الموسيقى التقليدية الهندية الذين خاضوا تجربة المزج بين آلات العزف التقليدية الأصيلة مع الآلات الإلكترونية والوسائل الرقمية لإنتاج عروض موسيقية هجينة في ما يمكن اعتباره نتاجا للعولمة الثقافية.وقد ساعده في ذلك لقاؤه بالعازف البريطاني تالفين سنيغ المتخصص في الموسيقى الآسيوية. وكان "متحف البطحاء " قد احتضن عشية أمس حفلا أحيته "فرقة بغداد- القدس " وقدمت خلاله عروضا من التقليد الموسيقي اليهودي ببغداد مع المطرب يير دلال. ويذكر بأنه منذ تشييد بغداد في 762 م بات للموسيقيين اليهود دور هام فيها حيث كانت الفرق الموسيقية مكونة أساسا من موسيقيين يهود إلى غاية الخمسينيات. وخلال مؤتمر الموسيقى العربية الذي انعقد بالقاهرة في 1932،قام ثلة من الموسيقيين اليهود بتمثيل الفن الموسيقي العراقي من ضمنهم عازف العود إزرا أهارون الملقب ب"آزر أفندي". كما احتضن "متحف البطحاء " قبل ذلك في الصباح حفلا أحياه عازف المزمار الهندي الشهير بانديت هاريبراساد شورازيا . ويعد بانديت هاريبراساد شورازيا أحد الموسيقيين القلائل الذي تصنف أعمالهم الفنية ضمن التراث الإنساني الذي يختزن أحاسيس كونية. ومن جهة أخرى،احتضنت ساحة "باب بوجلود" وساحة "أيت سقاطو" في إطار "مهرجان المدينة" المقام بالموازاة مع مهرجان الموسيقى العالمية العريقة حفلا غنائيا أحياه كل من مجموعة جيل جيلالة،وعبد العزيز الستاتي،ومحمد رويشة. كما احتضنت "دار التازي" ليلة أحيتها فرقة "إخوان عيساوة" من مدينة مكناس في إطار "الليالي الصوفية" المقامة كذلك بالموازاة مع المهرجان.