نظمت الجمعية المغربية لحماية الآثار والفن والثقافة أمس السبت بالقنيطرة لقاء تحسيسيا بأهمية إعادة الاعتبار لقصبة مهدية المعلمة الأثرية والتاريخية التي يعود تأسيسها إلى القرن الخامس قبل الميلاد. وسعى المنظمون من خلال هذا اللقاء إلى إثارة الانتباه إلى القيمة التاريخية لهذه المعلمة وكذا جمع المساعدات الضرورية لإعادة ترميمها وجعلها موقعا يساهم في التنمية السياحية للجهة. وأبرز المشاركون في هذا اللقاء أن أهمية قصبة المهدية التي تبعد بثمانية كيلومترات عن مدينة القنيطرة نابعة من كونها شهدت تعاقب القوى الأجنبية التي سعت إلى استغلال موقعها الاستراتيجي المتميز انطلاقا من القرطاجيين والاسبان والبرتغال قبل أن يعيد السلطان العلوي مولاي اسماعيل تحريرها ويطلق عليها اسم "المهدية". وأكدت المديرة الجهوية لوزارة الثقافة السيدة سعاد الرويجل أن إعادة تأهيل هذا الموقع مسؤولية جميع الفاعلين المهتمين بتنمية الجهة مشيرة إلى الدور الذي يمكن أن يضطلع به التراث الثقافي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة الغرب الشراردة بني حسن. وأبرزت في هذا السياق توفر الجهة على تراث ثقافي وأركيولوجي غني ومتميز يشمل على الخصوص الموقع الروماني (بناصا) قرب مدينة مشروع بلقصيري وموقع (تاموسيدا) الذي يبعد عن القنيطرة بعشر كيلومترات فقط. وذكرت السيدة الرويجل باستراتيجية وزارة الثقافة في مجال الحفاظ على التراث الأركيولوجي وحمايته والتي تتجلى على الخصوص في إنجاز دراسات وأبحاث للتعريف بالتراث الثقافي واتخاذ الإجراءات لحمايتها وتثمينها. وأوضحت أن وزارة الثقافة شرعت في العناية بموقعي بناصا وتاموسيدا من خلال تخصيص ميزانية للحفريات الأثرية وتدبير هذه المواقع عبر إحداث محافظات خاصة بها مبرزة أنه سيتم إحداث محافظة خاصة بقصبة المهدية قريبا. من جانبهم شدد ممثلو سفارات مصر وسوريا وفلسطين والعراق والولايات المتحدةالأمريكية وكذا فاعلي المجتمع المدني، المشاركين في هذا اللقاء، على أهمية حماية التراث الثقافي باعتباره شاهدا على تاريخ الشعوب ورمزا للهوية الوطنية، مبرزين دور التعبئة والتحسيس كوسيلة لمواكبة مجهودات الحفاظ على هذا التراث.