أصبحت قصبة المهدية بنواحي القنيطرة مرتعا مفضلا لدى السكارى و المنحرفين يمارسون بها طقوسهم في تناول الخمور وبعض الممارسات المشبوهة، مستغلين وجودها بمكان معزول وكذا إمكانية ولوجها من الأسوار الخلفية بكل سهولة. يحدث هذا في الوقت الذي تنادي فيه كل الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية بضرورة الالتفات ورد الاعتبار للآثار العمرانية والبنايات القديمة من أسوار وقلاع وحصون... وتدعو الجهات الوصية كوزارة السياحة والثقافة إلى فتح أوراش الصيانة والترميم... وتعد قصبة المهدية نموذجا من نماذج المآثر التي تعاني التهميش واللامبالاة رغم أنها لا تقل مكانة عن بعض الآثار التي تنعم بكل العناية و التقدير بالمملكة، فبالإضافة إلى محيطها الذي أصبح عبارة عن تجمع سكني عشوائي وبابها الذي لا يفتح إلا نادرا، فهي لم تستفد من الترميمات كمثيلاتها من القلاع والحصون بالمغرب. وجدير بالذكر أن قصبة المهدية معلمة تاريخية توجد في مكان استراتيجي على بعد 12 كيلومتر عن مدينة القنيطرة، تطل منه على جزء من نهر سبو وجزء من المحيط الأطلسي مما أهلها لتكون نقطة ارتكاز في الماضي للتحكم في المنطقة الساحلية، وقد سميت بقصبة المهدية من لدن المولى إسماعيل بعد أن دخلها، ويوجد داخل القصبة بنايات وأبواب وأسوار ما زالت بارزة تجسد أهمية الموقع. كل هذه المؤهلات تجعل منها معلمة تاريخية تقتضي العناية بها وبمحيطها، والعمل على ترميمها وتوفير الأمن بها لتصبح قبلة للزوار من داخل المغرب وخارجه بدل المرور عليها مرور الكرام دون اكتراث بمكانتها التاريخية والعلمية.