أكد وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، اليوم الاثنين بشفشاون، أن تثمين المنتجات المحلية يعد من ضمن الأولويات بالنسبة للمغرب، داعيا إلى جعل هذه المنتجات محركا حقيقيا للتنمية. وأكد السيد أخنوش، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المنتدى الدولي الثالث "الفضاء المجالي"، أنه على الرغم من الإنجازات والمكتسبات التي تحققت في ما يخص تثمين المنتجات المحلية، فإنه يتعين على الجميع تكريسها وتعميمها لجعلها محركا حقيقيا للتنمية المستدامة. وبعد أن ذكر بمخطط "المغرب الأخضر" الذي دعا إليه جلالة الملك محمد السادس وتم تبنيه في أبريل 2008، ذكر السيد أخنوش بأن هذا المخطط يتضمن تنفيذ الدعامة الثانية للمخطط التي خصصت للتنمية التضامنية للفلاحة الصغرى. واعتبر السيد أخنوش، في كلمته أمام أكثر من 500 مشارك يمثلون 26 بلدا من مختلف القارات، أن هذا المنتدى، الذي يعد الأول من نوعه ينظم خارج فرنسا، يأتي في الوقت المناسب، وأن اختيار مدينة شفشاون لاحتضان تظاهرة من هذا الحجم يعكس العمل الذي يتم إنجازه على المستوى المحلي، مشيدا في هذا السياق بنوعية وأهمية هذه المنتجات. كما أشاد بتنظيم هذا المنتدى الدولي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهو ما يعكس، يوضح السيد أخنوش، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للعالمين الفلاحي والقروي. وقال السيد أخنوش "إن جلالة الملك، من خلال الزيارات التي يقوم بها لمختلف جهات المملكة، والتي يدشن بها العديد من الأوراش التي تندرج في إطار مخطط (المغرب الأخضر)، ما فتئ جلالته يدعو إلى تطوير الفلاحة والحرص على أن تبقى مرتبطة بأرضها"، مشددا على أن الفلاح يجب أن يبقى في مركز الانشغالات وفي صلب التنمية الفلاحية والقروية. وأشار السيد أخنوش إلى أن "التجربة الحديثة للمغرب تعكس إلى أي حد يمكن للمستوى الجهوي والتعاون اللامتمركز بين جهات ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط أن يكونا هامين في اتجاه انبثاق ديناميات جديدة للمجال" ومنتجاته". وأكد السيد أخنوش أنه "حان الوقت لكي نعطي لهذه المبادرة الكبيرة التي تتمثل في الاتحاد من أجل المتوسط مضمونا ودينامية فعالة في أفق تأكيد الطموح المشترك حول "المجال"، مبرزا أنه يتوقع الكثير من هذا المنتدى وكذا من الاجتماع الوزاري الثاني للاتحاد من أجل المتوسط المخصص للفلاحة والتنمية والأمن الغذائي. وتنظم الدورة الثالثة لهذا المنتدى، من 31 ماي الجاري إلى غاية 2 يونيو المقبل، تحت شعار "التنوع، الاستمرارية، المجال والتنمية"، جمعية تلاسمتان للبيئة والتنمية و"مجالات وثقافات"، بمشاركة منظمة (اليونيسكو)، وذلك بعد دورتي "أوبراك" و"دونتيل دو مونت ميراي" بفرنسا. وأوضح المنظمون أن ختيار مدينة شفشاون لاحتضان هذا الحدث، يعزى الى كون هذا الإقليم يعتبر مثالا جيدا لانبثاق ديناميات جديدة ل`"المجال" على الرغم من الظرفية الصعبة. وتتمثل أهداف هذه التظاهرة في تحسين التحليل الجماعي والمعرفة المشتركة، وكذا صياغة مقترحات على المستوى الدولي والإقليمي (حوض البحر الابيض المتوسط)، وكذا تعزيز خلق شبكات دولية واقليمية على مستوى المنطقة المتوسطية، تضم مختلف الفاعلين في مقاربة "المجال"، ومواكبة دينامية تطور المجال بمنطقة شفشاون وعلى المستوى الأشمل لجهة طنجة-تطوان، في إطار تنفيد الدعامة الثانية لمخطط "المغرب الأخضر". حضر حفل افتتاح هذا المنتدى، على الخصوص، المستشارة المكلفة بالمجال القروي بوزارة المجال القروي والتهيئة المجالية الفرنسية السيدة كاترين دو مونتيير، وعامل إقليم شفشاون السيد محمد اعسيلة، ورئيس الجماعة الحضرية لشفشاون السيد محمد السفياني، بالإضافة إلى رئيس جمعية تلاسمتان للبيئة والتنمية السيد أحمد شرنان ورئيس "مجالات وثقافات" السيد دومينيك كاردان، وممثلو السلطات المحلية والمجتمع المدني والمنتخبون وشخصيات أخرى.