أكد وزير الفلاحة والصيد البحري ،السيد عزيز أخنوش،أن القطاع الفلاحي يعد أحد القطاعات المعنية أكثر بالتنمية المستدامة،ومن هنا اختيار هذا الموضوع المحوري شعارا للمعرض الدولي الخامس للفلاحة بالمغرب. وقال السيد أخنوش، في حديث لأسبوعية (ماروك إبدو أنترناسيونال) نشرته في عددها الخاص الذي خصصته للمعرض الدولي الخامس للفلاحة بالمغرب الذي افتتح اليوم بمدينة مكناس ،أن "القطاع الفلاحي هو أحد القطاعات المعنية أكثر بهذا الموضوع،لأنه في التنمية المستدامة نجد مفاهيم الأمن الغذائي،والحفاظ على الموارد الطبيعية،ومحاربة الفقر،وتنمية العالم القروي من خلال تطوير الأنشطة الاقتصادية". وأوضح السيد أخنوش أن اختيار موضوع "الفلاحة التضامنية" شعارا للدورة الثالثة للمناظرة الوطنية للفلاحة ،والذي يمثل "الدعامة الثانية" لمخطط المغرب الأخضر الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس،"نابع من إرادة الفاعلين بالقطاع في إبراز كافة الفرص المتوفرة أمام هذا النوع من الفلاحة". وقال " نريد أن نبرز أن الفلاحة التضامنية هي عنصر متكامل يلعب أدوار اجتماعية وكذا اقتصادية ". وبعد التذكير بأن مخطط المغرب الأخضر يمثل استراتيجية " طموحة" و" واقعية "،حددت هدفا واضحا لها يتمثل في " جعل القطاع الفلاحي رافعة حقيقية للتنمية السوسيو - اقتصادية بالمغرب"،قال السيد أخنوش " نريد لفلاحتنا أن تتوفر على نسيج إنتاجي عصري،وأنشطة فلاحية تتميز بخلق القيمة المضافة من مرحلة إلى أخرى،وكذا فاعلين منظمين". وأوضح وزير الفلاحة والصيد البحري أنه يتطلع إلى " فلاحة ذات إنتاج جيد ومتأقلمة مع قواعد السوق،بفضل موجة جديدة من الاستثمارات الخاصة المنظمة حول نماذج جديدة لتجميع ( الأنشطة الفلاحية )". وأضاف أنه يتطلع كذلك " إلى فلاحة تتلاءم ونوعية أراضيها ،وتضمن دخلا دائما لساكنة هذا الأراضي ،تمكنها من الخروج من الفقر ،فضلا عن تثبيث الفلاحيين في أراضيهم". وقال إن مخطط المغرب الأخضر،شهد منذ إطلاقه من طرف جلالة الملك محمد السادس،تحقيق إنجازات متواصلة ،مشيرا في هذا السياق إلى الإصلاحات التنظيمية والإجرائية،وخاصة إحداث 16 مديرية جهوية،والعديد من المؤسسات الجديدة كوكالة التنمية الفلاحية. وأوضح السيد الوزير،أنه تم كذلك في إطار مخطط المغرب الأخضر،إبرام عقود - برامج هامة مع الهيئات المهنية الأساسية ،وإنجاز العملية الهامة المتمثلة في إعادة هيكلة صندوق التنمية الفلاحية ،والتي تستهدف تحسين نظام المساعدات ،وتحفيز الاستثمار،وخلق شراكة بين القطاعين العمومي والخاص حول الأراضي الخاصة التابعة للدولة،وهي العملية التي تتواصل في شطرها الثالث. وأكد السيد أخنوش أن الموسم الفلاحي 2009 -2010 يشكل سنة الانطلاقة الفعلية للأوراش الاستراتيجية لمخطط المغرب الأخضر،والتي تشمل على الخصوص تطبيق عقود - البرامج الموقعة بين الدولة والمهنيين. وأوضح السيد أخنوش في معرض حديثه عن المبادلات الفلاحية بين المغرب والاتحاد الأوروبي،أن الميزان التجاري الحالي لا زال يسجل عجزا لفائدة الاتحاد ،مشيرا إلى أن الاتفاق الجديد المنظم للمبادلات مع الاتحاد الأوروبي،والذي يعتبر اتفاقا متوازنا بصفة عامة وفي صالح المغرب ،" يأتي ليعزز جميع التدابير المتخذة في هذا المجال في إطار مخطط المغرب الأخضر". ومن جهة أخرى ،أشار السيد أخنوش،إلى أن الوضع المتقدم الذي منح مؤخرا للمغرب من طرف الاتحاد الأوروبي،والذي يروم أساسا إحداث فضاء اقتصادي مشترك ،" يشمل القيام بعدة خطوات لصالح القطاع الفلاحي المغربي ،منها دعم الاتحاد الأوروبي لإصلاح القطاع الفلاحي ،ودعم الشراكة بين المنظمات المهنية للمنتجين المغاربة ونظرائهم الأوروبيين". وفي ما يخص أنشطة الدورة الخامسة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس،قال السيد أخنوش إن هذه الدورة تتميز ببرنامج أنشطة غني ،يشمل العديد من الندوات حول مواضيع مختلفة،وكذلك بحضور دولي هام يولي اهتماما لأوجه التقدم الذي حققته الفلاحة المغربية،مضيفا أن المعرض يستضيف هذه السنة ولأول مرة ضيف شرف هو ألمانيا،التي يمثلها وفد يضم ممثلين مهمين للحكومة الفدرالية. وأشار الوزير،إلى أن هذه الدورة ستتميز كذلك بزيارة لمسؤولين سامين أستراليين،وعدة ممثلين لمنظمات دولية حرصت على المشاركة في هذا الموعد المغربي الكبير الذي يحتفي بالفلاحة.