يشارك المغرب للمرة الأولى في المعرض الدولي للفلاحة المقام بباريس. وأوضح بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري أن المغرب يشارك في هذه التظاهرة من خلال رواق يترجم الانشغال بالترويج لبعض المكتسبات التي حققها في المجال الفلاحي وذلك من أجل إثارة انتباه الفاعلين الفرنسيين والدوليين في القطاع. وتشكل مخطط المغرب الأخضر أهم النقط التي سيسعى المغرب للتعريف بها، فهذا المخطط يعد واحدة من الاستراتيجيات القطاعية المهمة التي تبناها المغرب للنهوض بالفلاحة، وتهدف إلى تثمين المؤهلات الفلاحية التي يتمتع بها المغرب، خاصة أن هذه الاستراتيجية جاءت في ظرفية دولية دقيقة تستوجب مقاربة جديدة ينبغي أن تركز على الفلاحة الموجة للتصدير وليس على الفلاحة المعيشية. وأضاف البلاغ أن هذه الاستراتيجية قائمة على ركيزتين أساسيتين هما تطوير فلاحة ذات إنتاجية وقيمة مضافة عاليتين، وضمان تأهيل للقطاع يقوم على مقاربة تضامنية من خلال استثمارات اجتماعية يكون الهدف منها محاربة الفقر في العالم القروي. وأمام انفتاح الأسواق وعولمة التجارة أوضح البلاغ أن المغرب بات واعيا بضرورة الحفاظ على جودة منتوجاته الفلاحية والغذاائية من أجل مواجهة المنافسة المتنامية في الأسواق الدولية، وهو ما يسعى إليه من خلال هذه الاستراتيجية الوطنية التي من بين انشغالاتها الأساسية إعطاء دينامية جديدة للمناطق القرزوية التي تعاني صعوبات في مجال الانتاج الفلاحي أو تلك التي توجد قيد التطوير. وأضاف أنه في هذا السياق قام المغرب بإعداد مشروع قانون حول العلامات المحددة لمصدر وجودة المواد الفلاحية والغذائية» وهو مشروع قانون يندرج حسب البلاغ في السياسة الوطنية للتنمية القروية المستدامة، وتثمين المنتوجات الفلاحية والغذائية وحماية المستهلك، مع انشغال أساسي يتعلق بحماية الفلاحة الوطنية. وقال عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري يوم السبت تعليقا على المشاركة المغربية في معرض باريس إن مشاركة المغرب للمرة الأولى في المعرض الدولي للفلاحة 2009 تهدف إلى تقديم مخطط «المغرب الأخضر» إلى المسؤولين والفاعلين في القطاع الفلاحي الفرنسي. وأكد أخنوش أن هذه المشاركة تسعى أيضا إلى تقديم مشاريع تطوير الفلاحة بالمغرب معلنا في ذات الوقت عن تنظيم جولة بأربع جهات في فرنسا قصد تقديم هذا المخطط إلى السلطات المحلية والمتدخلين بالقطاع الفلاحي. وأكد الوزير أن لمخطط المغرب الأخضر أهمية قصوى؛ باعتباره يشكل ليس فقط مصدرا لتطور البلاد وإنما أيضا عاملا مساعدا على مكافحة الفقر وفي معرض تطرقه للمبادلات التجارية بين المغرب وفرنسا أوضح أخنوش أن السوق الفرنسية تستقبل حوالي62 في المائة من الصادرات الفلاحية المغربية خاصة الفواكه والخضر. كما أشار الوزير إلى أن المباحثات التي أجراها مع نظيره الفرنسي ميشيل بارنيي ورئيس الغرفة الفلاحية الفرنسية تمحورت حول مخطط «المغرب الأخضر» وقيمته وأيضا حول المعرض الدولي للفلاحة بمكناسالذي يعد لقاء سنويا بفضاء متنوع يشتمل على أروقة وطنية ودولية. وتعرف الدورة ال46 من المعرض الدولي للفلاحة2009 التي افتتحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في موضوع «جيل الفلاحة.. الإنتاج اليوم الإطعام غدا, والاحترام دائما» مشاركة700 منتجا فلاحيا وألف مربي للماشية. ومن المنتظر أن يفد إلى هذا الموعد السنوي مع الطبيعة الذي سيتواصل إلى غاية الفاتح من مارس المقبل, أكثر من600 ألف زائر سيكون بمقدورهم اكتشاف فضاء مخصص للحدائق والبيئة والسكن الإيكولوجي والطاقات الجديدة وأيضا تذوق منتوجات الأرض. وتعليقا على ما حققه المغرب من تطور في المجال الفلاحي قال ميشيل بارنيي ن المغرب الذي وضع مخطط المغرب الأخضر بلد كبير منخرط في إطار توجه استراتيجي شامل. وأشار إلى أن مخطط المغرب الأخضر الذي أثبت نجاعته بدعامتيه؛ متوجها في آن واحد إلى الاستغلاليات الكبرى والصغرى يسير بالفعل في الاتجاه السليم. كما أشاد الوزير الفرنسي بجودة العلاقات الفرنسية-المغربية في مجال المنتوجات التقليدية المتمثلة في الحبوب وتربية الماشية وأيضا على مستوى المبادلات التقنية والزراعية والجينية.