أوصى المشاركون في ختام الأيام الدراسية لإحياء الذكرى الألفية لمدرسة وكاك بن زلو اللمطي،بمواصلة الاحتفاء بأعلام الفكر والثقافة المغربية بمنطقة سوس وتوطيد الصلات مع المراكز العلمية في الغرب الإسلامي وإفريقيا. وأكد المشاركون في الجلسة الختامية لهذه الأيام،التي نظمتها جمعية علماء سوس تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،على طبع أعمال هذه الندوة العلمية ونشرها على نطاق واسع وتوفيرها للباحثين في الغرب الإسلامي وإفريقيا،فضلا عن تخليد اسم العلامة وكاك بإطلاقه على بعض الأحياء والمؤسسات بمدينة تيزنيت. وتميز حفل اختتام هذه الأيام،التي تواصلت على مدى ثلاثة أيام حول موضوع "رباط وكاك بن زلو اللمطي وترسيخ الوحدة المذهبية والهوية الوطنية بالمغرب"،بجلسة علمية أقيمت برحاب مدرسة الشيخ وكاك بأكلو،شدد المشاركون فيها على ضرورة مواصلة العناية بها وبمرافقها لتكون في مستوى مكانتها العلمية والتاريخية،وتواصل أداء رسالتها في التوجيه الديني والعلمي. وعرفت الجلسة الختامية،إلى جانب قراءات قرآنية وقصائد شعرية،تقديم عرض حول "الجامعة الوكاكية" من طرف الباحث عبد الوافي رضي الله بن محمد المختار السوسي،تناول فيه رواية خيالية للعلامة محمد المختار السوسي تحدث فيها عن رؤيته لتطوير المدارس العلمية العتيقة من خلال تجديدها وتحديثها ومناهج ومواد وطرق التدريس بها. ويتحدث السوسي عن تصوره لتطوير المدارس العتيقة بجعلها أساس التعليم المغربي المتطور من خلال الجمع بين التطوير المادي والمعنوي وبين الانغراس في التراث والأصالة والأخذ من التجديد والحداثة بما ينفع الناس وما يتوافق مع الدين والقيم الإسلامية والوطنية. وتضمن برنامج هذه الأيام الدراسية التي تميزت بمشاركة ثلة من العلماء والأساتذة الباحثين من المغرب وتونس وموريتانيا والنيجر،تنظيم ست جلسات علمية تناولت مواضيع "الشيخ أبو محمد وكاك الرباط والمدرسة"،و"رباط الشيخ وكاك وأثره التربوي والتعليمي"،و"التاريخ المذهبي للغرب الإسلامي حتى القرن الخامس للهجرة"،و"المدرسة المالكية بالغرب الإسلامي وأدوارها العلمية"،و"مؤسسة العلماء والمجتمع"،و"دور العلماء في الإصلاح ووحدة الأمة". وقد أبرزت كلمات المشاركين في هذه التظاهرة العلمية مساهمة العلامة سيدي وكاك بن زلو اللمطي في تاريخ المغرب العلمي والفكري عامة وفي الجنوب المغربي خاصة ودوره الهام في تخرج كبار العلماء وتكوين الدعاة وترسيخ التقاليد التعليمية والتربوية من خلال رباطه في أكلو. كما أجمعت على دور هذا العلامة في إظهار جهاد السلف الصالح من علماء الغرب الإسلامي ودأبهم على الدفاع عن مجتمعاتهم وحرصهم على وحدتها والحيلولة دون تسلل التشرذم والتفرقة إلى أوصالها،بالإضافة إلى مساهمته في ترسيخ المذهب المالكي بما يمثله من صفاء العقيدة ووحدة الأمة وعمل العلماء على تنظيم المجتمع وخدمته وكذا الحفاظ على طمأنينته وأمنه الروحي وتضامنه الوطني ومؤسساته الشرعية. وقد توجت الجلسة الختامية،التي حضرها على الخصوص الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى السيد محمد يسف،وعضو أكاديمية المملكة المغربية السيد عبد الهادي التازي،وعامل إقليمتيزنيت السيد إدريس بنعدو،بتوزيع هدايا رمزية على بعض الضيوف والمشاركين في هذه الندوة العلمية.