أبرز وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أمس السبت (29 ماي/أيار 2010) بتزنيت،أن الأمة في حاجة إلى أمثال سيدي وكاك بن زلو اللمطي، مشيرا إلى أن العلم ليس مسألة شهادات أو معارف تلقى على الهواء ولكنه العلم الذي يشفي الصدور. وأعرب التوفيق، الذي كان يتحدث في إطار فعاليات الأيام الدراسية لإحياء الذكرى الألفية لمدرسة وكاك بن زلو اللمطي التي تنظمها جمعية علماء سوس تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،عن تقديره للعلماء باعتبارهم يمثلون استمرار الوفاء لثوابتهم. وقال إن جمعية علماء سوس التي تحتفي بعلم من الأعلام الكبار باعتبارها استمرارا لمشيخة العلماء في القطر السوسي، يلائمها أن تنتقل من جمعية عادية إلى ظهير شريف يخرجها من تلافيف المقتضيات الخاصة بالجمعيات. وبخصوص مشيخة العلماء بالمغرب، قال التوفيق إن الدولة المغربية أحيتها في ظل إمارة المؤمنين، وهو نظام غير مبتكر بقدر ما هو نظام مجدد وأن التجديد في مشيخة العلماء من أهم أوراش أمير المؤمنين، مشددا في هذا السياق على ضرورة أن يحظى العلماء والعلم والدين بالتوقير لأنهم الملاذ بالنسبة للجميع. وبهذه المناسبة التي يجتمع فيها عدد هام من علماء المدارس العتيقة، دعا الوزير إلى اعتماد المرونة في اعتبار شرط السن عند الرغبة في مواصلة الدراسة وعدم حرمان أي طفل أو تلميذ من هذه الرغبة، وكذا التعامل بمرونة مع المدارس العلمية العتيقة التي لم تصرح بوجودها،مذكرا في هذا الصدد التزام الوزارة بمساعدتها بجميع الإمكانيات المتاحة. ويتضمن برنامج هذه الأيام الدراسية المنظمة ما بين 28 و30 ماي الجاري حول موضوع "رباط وكاك بن زلو اللمطي وترسيخ الوحدة المذهبية والهوية الوطنية بالمغرب"، تنظيم ست جلسات علمية حول "الشيخ أبو محمد وكاك الرباط والمدرسة" و"رباط الشيخ وكاك وأثره التربوي والتعليمي" و"التاريخ المذهبي للغرب الإسلامي حتى القرن الخامس للهجرة" و"المدرسة المالكية بالغرب الإسلامي وأدوارها العلمية" و"مؤسسة العلماء والمجتمع" و"دور العلماء في الإصلاح ووحدة الأمة". وسيخصص المشاركون في هذه التظاهرة،التي تحضرها ثلة من العلماء والأساتذة الباحثين من المغرب وتونس وموريتانيا والنيجر، اليوم الأحد لتنظيم جلسة علمية بمدرسة الشيخ وكاك بمنطقة أكلو (15 كلم عن مدينة تزنيت) والتي لا تزال تؤدي رسالتها في التوجيه الديني والعلمي والفقهي والعقائدي وبناء مقومات الهوية الإسلامية والوطنية.