سافر جمهور مهرجان موازين - إيقاعات العالم إلى ثقافات وعوالم ساحرة من خلال البرمجة الغنية التي ميزت خامس ليالي هذا الحدث الفني الذي جمع نخبة من نجوم العالم. فقد كان الجمهور الذي توافد بكثافة على منصة السويسي أمس الثلاثاء، على موعد مع فرقة ثيفري كوربوراسيون التي سافرت بالجمهور إلى عالم الفرق الموسيقية لسنوات السبعينيات ك "كلاش"، "البوبليك إينمي" أو"فولا كوتي"، إذ أدت أغان من ألبومها الأخير. ويعد إبداع هذه الفرقة ثمرة المزج بين "داونتيمبو"، "لاونج"، "راكا"، و "دوب"... وهي الألوان الموسيقية التي أمتعت جماهير موازين في طبعته التاسعة. بدوره كان جمهور منصة شاطئ سلا، العاشق للفن المغربي ، على موعد مع الحفل الفني الذي أحياه موسيقيو فرقة "ملتقى السلام" بقيادة الفنان علي العلوي. واستطاعت الفرقة، التي تمزج بين إيقاعات الجاز، الوورلد ميوزيك والموسيقى الكلاسيكية. من خلق موسيقى استجابت لأذواق الحضور بفضل إيقاعات حية وفريدة، مستوحاة من إرث عربي أندلسي. وهكذا تمكن أعضاء مجموعة علي العلوي من السفر بالجمهور المحب للموسيقى إلى عالم "ملتقى السلام". وعلى ضفاف أبي رقراق، المخصصة للإيقاعات الإفريقية ، أمتعت الفرقة الإثيوبية إيثيوسونيكس ذات الصيت في لون "الكروف" ، والتي منحت فرصة للجهمور لاكتشاف والانصهار مع موسيقى وثقافة نابعة من عمق القارة الإفرقية. أما فضاء شالة العريق، فبدأت السهرة فيه على إيقاعات ساحرة أداها الفنان مارك أثكينس بآلة الديدجيريدو. وهي آلة أسترالية من أقدم الآلات الموسيقية في العالم سحرت بأصواتها المدهشة جمهور شالة. وسحر أثكينس الحضور بروايته لحكايات وقصص تخللت العرض، أما هواة الموسيقى العربية الكلاسيكية فقد كانوا على موعد في دار الفنون مع فرقة ميزوبوتاميان العراقية والتي تشمل أفضل وأجود المواهب الموسيقية المتخرجة من المدرسة البغدادية. وغنت الفرقة قصائد شعرية من المقام العراقي على آلات موسيقية كالعود والقانون، رحلت بالحضور إلى أجواء ألف ليلة وليلة. وواصلت الفرق الشعبية بدورها تجوالها في أزقة مدينة الرباط، حيث كانت الساكنة على موعد مع الطائفة العيساوية من مكناس. وتعد الأيام القادمة من المهرجان بالكثير من المفاجآت للجمهور، وهي لحظات ستبقى حتما راسخة في الذاكرة.