إعداد عبد الله البشواري وكوثر كريفي -"بكثير من الحب والعشق أنجز العمل الفني (كثبان) من أجل المغرب وإسبانيا"، بهذه الجملة ختم مصمم الباليه والراقص البلجيكي من أصل مغربي سيدي العربي الشرقاي، وراقصة الفلامينكو الإسبانية ماريا باخيس أمس الثلاثاء عرضهما بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط في إطار مهرجان موازين- إيقاعات العالم (21- 29 ماي الجاري). فضاء العمل هو الصحراء، باعتبارها رمزا لكل التحولات، ورمزا للجمال والحب أيضا. "كثبان" إبداع جمع أصنافا من الفنون، الرقص والمسرح والغناء وكوليغرافيا والتشكيل ...إلخ ، تقول إحدى المقاطع الغنائية باللغة العربية، الواردة في العمل بصوت العربي السرغيني "انظر إلى رمال الصحراء تر شعرا ...". يسائل " كثبان" كل القضايا الإنسانية منذ بدء الخليقة ، آدم وحواء والتفاحة المحرمة، القوة والضعف، الجذور، الحرية، ويبقى الحب المولد في قلب "كثبان" ماريا باجيس وسيدي العربي الشرقاوي في قلب سكون صحرائهما النابعة من أعماق مخيلتهما هو الصوت الذي يكسر صمت الصحراء، ولماذا لا الحب المتفجر، والذي يظل حبيسا في الأعماق فيتفجر رذاذا وأحلاما وموسيقى ورقصات وحوارا بين الآلات الموسيقية ليبحث له عن أجوبة بين المتلقين الذين أذهلهم "كثبان" وانتزع تصفيقاتهم. البداية كانت التيه بين الكثبان، الكل يبحث عن نصفه الآخر، وبالتالي عن هوية الإنسان ، ثم يبرز الشعر كعلاقة لغوية بين الإنسان والعالم فهو كالحب، حسب سيدي العربي الشرقاوي وماريا باجيس ، بوصفه علاقة كينونة. تقول إحدى مقاطع النص العربي، في هذا العمل الإبداعي، "إنما الحب امتحان للفتى وعلى العشاق لا يجري القلم". وينتصر الحب، ومعه كل القيم الخيرة، وإن لم يجب العمل عن الأسئلة التي تبقى معلقة مفتوحة على كل القراءات وهنا تكمن قوة "كثبان" الذي منح مهرجان موازين الفرصة للجمهور المغربي للاستمتاع به. وأمتع سيدي العربي الشرقاوي وماريا باجيس الجمهور بحوار بين الرقص المعاصر والفلامينكو، على إيقاعات موسيقى تمزج بين الفرح والشجن، وأحس الجمهور وكأنه انتقل من خلال هذه الرقصات إلى عالم خيالي امتزجت فيه الموسيقى بالحركات الفنية الراقصة المبتكرة التي ترجمت مختلف المشاعر والأحاسيس. وتعد ماريا باخيس ، المزدادة في مدينة إشبيلية الإسبانية من بين أكبر مبدعي فن الفلامينكو المعاصر، وتبرز عروضها الموهبة الفنية وشجاعتها في سعيها الدؤوب بحثا عن أشكال جديدة تستطيع من خلالها التعبير عن المعنى العميق والحقيقي للفلامنكو. وبدأت ماريا باخيس مشوارها الفني مع فرقة أنطونيو خادس بتمثيل مسرحيتي ''كارمن'' و''زفاف دموي'' وهما من أبرز الأعمال الفنية التي قدمت في تاريخ فن الفلامنكو. وحازت راقصة الفلامنكو الإسبانية على العديد من الجوائز أبرزها "الجائزة القومية لتصميم الرقصات" سنة 1996. أما سيدي العربي الشرقاوي فقد ازداد في مدينة أنتويرب سنة 1976، وبدأ تعلم رقص الباليه وعمره 15 عاما، ومنذ عام 1999 أنتج 15 عملا جديدا ومبتكرا حول عدة مواضيع فنية جمع فيها بين الرقص والموسيقى والمسرح.