دعا المشاركون في ندوة حول "التنمية الحضرية بين النظرية والتجارب العملية"، التي اختتمت أشغالها اليوم الأربعاء بمراكش، إلى بلورة رؤية عربية لتنمية المدن والأخذ بعين الاعتبار هويتها في المسلسل التنموي وتحقيق التوازن المجالي. وأكد هؤلاء المشاركون، خلال الجلسة الختامية لهذه الندوة التي نظمتها، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وزارة الداخلية على مدى ثلاثة أيام، على ضرورة تبني خارطة الطريق لإعداد وتنفيذ خطة عمرانية شاملة قابلة للتطبيق بالمدن العربية، مشددين على أهمية الترابط بين الخطط القطاعية والنظرة الشمولية. وألحوا، في هذا الصدد، على أهمية إعادة النظر في الاختصاصات المتعلقة بالتعمير بين القطاعات العمومية والمجالس المنتخبة وتكريس العمل في إطار تشاركي، والحرص على إمداد الجماعات وخاصة القروية منها بالامكانيات والآليات اللازمة لتمكينها من تهييئ وتنفيذ مخططاتها التنموية. وطالبوا بالعمل على إيجاد تفاعل بين الخبرة العربية المحلية والخبرة الأجنبية، مبرزين ضرورة توفير، على الخصوص، الإطار القانوني والتشريعي والتخطيط الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، وذلك من أجل إحداث منظومة شاملة خاصة بالتنمية العمرانية. وشدد المشاركون على ضرورة التوافق بين التخطيط العمراني وتخطيط النقل الحضري، وخلق فاعل واحد متعدد الخدمات على صعيد الجهة يضم كل الفاعلين المتدخلين باعتبار الجهة هي الإطار الملائم للاندماج، مشددين على ضرورة إعادة هيكلة النقل الحضري عن طريق التفكير في البدائل، وإدراج إكراهات النقل الحضري ضمن تصميم التهيئة. وتجدر الإشارة الى أن هذا اللقاء شكل فرصة لتقديم الجوانب النظرية وكذا الوقوف على التطورات العلمية في مجال التخطيط الحضري والتحديات الكبرى التي تواجه المدن العربية، مع اقتراح حلول مناسبة لتطوير مختلف المرافق والخدمات وإنعاش الاستثمار خدمة للمواطن وللتنمية المحلية المستدامة. كما شكلت هذه التظاهرة مناسبة لتقديم التجارب الرائدة وتبادل الخبرات في مجال تدبير وتنظيم الحواضر. وشارك في هذه الندوة، التي نظمت بتعاون مع منظمة المدن العربية والمعهد العربي لإنماء المدن، مسؤولون من مستوى عال وممثلون عن الجماعات المحلية والقطاعات الحكومية المعنية ومختصون في قضايا التنمية الحضرية، من المغرب والمملكة العربية السعودية والأردن والسودان ومصر وسورية والجزائر والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين واليمن وقطر. وتضمن برنامج هذه الندوة جلسات عامة وأوراشا تناولت محاور همت، بالأساس، التنمية الحضرية والتخطيط الاستراتيجي، والإسكان بالمدن والمرافق العمومية الحضرية، والتنمية البشرية والتنمية المستدامة.