أكدت العامل منسقة وطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية السيدة نديرة الكرماعي،أن المبادرة عملت على بناء الثقة لدى المواطنين وصون كرامتهم وحقوقهم الكاملة في التعليم والصحة ومختلف الخدمات الاساسية. وأضافت في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء،على هامش أشغال الندوة التي تنظمها وزارة الداخلية مابين 24 و26 ماي الجاري بمراكش حول موضوع "التنمية الحضرية بين النظرية والتجارب العملية"،أن المشاريع التي تم تحقيقها بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعتبر مشاريع مهمة،مكنت من إعطاء الساكنة التي تعيش في وضعية صعبة رؤية إيجابية للمستقبل،مشيرة الى أن المبادرة أحدثت 3500 نشاط مدر للدخل. وبعد أن ذكرت بدور المبادرة في مواكبة القطاعات الحكومية،وجعل المستفيد منها عنصرا فعالا في المجتمع ونموذجا لأسرته،أوضحت السيدة الكرماعي أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،التي تتشكل من تركيبة متوازنة (ثلث من النسيج الجمعوي وآخر للمنتخبين والثلث الاخيرة من ممثلي الادارات العمومية)،تعتمد على حكامة ذكية تتلاءم مع فلسفتها،وذلك للعمل في إطار اسلوب جديد يتسم بالشفافية والديمقراطية. وأشارت الى أن 5000 جمعية تعمل على الصعيد الوطني في إطار المبادرة،مبرزة أن تحقيق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رقم 19 ألف مشروع،كان بفضل جهود كل العاملين فيها من نسيج جمعوي ومنتخبين وادارات عمومية. وبعد أن نوهت بأهمية المواضيع التي تمت مناقشتها خلال الورشات التي نظمت في اطار هذه الندوة،أبرزت السيدة الكرماعي أنها قدمت خلال هذه التظاهرة تجربة المملكة الفريدة،المتمثلة في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ولاحظت أنه من خلال نهجها الفلسفي والتشاركي وادماج الفاعلين في النسيج الجمعوي والمنتخبين ومختلف المصالح الخارجية للدولة،استأثرت المبادرة باهتمام خاص من لدن المشاركين العرب في هذه الندوة. وأوضحت،في هذا الصدد،أن تبادل التجارب والخبرات بين الدول العربية هو الأهم،مشيرة الى أن هذه البلدان تتوفر على خزان من المعلومات،والمهنية في تركيب المشاريع،ورؤية ذات أبعاد متعددة،التي يستحب تقاسمها. وأكدت أن الدول العربية تقوم حاليا بأنشطة جيدة عبر وضع مشاريع هيكلية كبيرة التي تستجيب تماما للمشاكل اليومية للساكنة،منوهة بتنظيم هذه الندوة الهامة التي مكنت من الاطلاع على التجارب وتبادل المعارف ودراسة امكانيات العمل سويا لتنمية البلدان العربية والاستفادة المتبادلة. وتجدر الإشارة الى أن هذا اللقاء يروم تقديم الجوانب النظرية وكذا الوقوف على التطورات العلمية في مجال التخطيط الحضري والتحديات الكبرى التي تواجه المدن العربية،مع اقتراح الحلول المناسبة لتطوير مختلف المرافق والخدمات وإنعاش الاستثمار،خدمة للمواطن وللتنمية المحلية المستدامة. كما تشكل هذه التظاهرة،المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،فرصة لتقديم التجارب الرائدة وتبادل الخبرات في مجال تدبير وتنظيم الحواضر. ويشارك في هذه التظاهرة العربية مسؤولون من مستوى عال وممثلون عن الجماعات المحلية والقطاعات الحكومية المعنية ومختصون في قضايا التنمية الحضرية،من المغرب والمملكة العربية السعودية والأردن والسودان ومصر وسورية والجزائر والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين واليمن وقطر. ويتضمن برنامج هذه الندوة جلسات عامة وأوراشا تتناول محاورهم بالأساس،التنمية الحضرية والتخطيط الاستراتيجي،والإسكان بالمدن والمرافق العمومية الحضرية والتنمية البشرية والتنمية المستدامة. ومن المنتظر أن تصدر عن هذا اللقاء العربي الهام،توصيات ومقترحات ملموسة من شأنها أن تساهم في تحقيق التنمية المستدامة المندمجة بالمدن العربية،وفق مقاربات تشاورية وتعبئة الفاعلين والطاقات والخبرة التي تتوفر عليها هذه المدن.